في رثاء أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
اجريت قلبي بالدموع مذابا
فانهل عارض مدمعي تسكابا
***
ما اومضت جذواة قلبي بارقا
الا وارسلت الدموع سحابا
***
لي وقفة في الجزع صيرت الجوى
طعما واسراب الجموع شرابا
***
ربيت دمعاً للسهاد فلم يزل
في ربع زينب يستهل ربابا
***
قد اوهنت جلدي الهموم ومفرقي
من قبل ريعان الشبيبة شابا
***
واقام بازيّ المشيب بلمتي
حتّى اطار من الشباب غرابا
***
راعته طارقة النوى وبليلها
الف الهيام وردد التنعابا
***
والنائبات ولعت من شغفي بها
حتّى حسبت شجونها اطرابا
***
مالت باعطافي هوى لما طفت
كاس المهالك بالنطاف حبابا
***
والبين قوّسني وكنت بهمتي
سهما اذا اعترض الخطوب اصابا
***
لو كان ينصت لي الزمان مسامعاً
لأسلت منه حيا الجبين عتابا
***
وسألته عما جري بيمينه
لو كان يملك للسؤال جوابا
***
يا دهر مالك لا ابالك في الورى
تدفي اللئام وتبعد الانجابا
***
فلأي شيء جدّ ريبك طارقا
خفض الرؤوس ورفع الاذنابا
***
وباي ذحل جاء يطلب حيدراً
حتّى كفاه الحقد منه طلابا
***
دهر باسهمه علي المرتضى
اضحى المصاب فجل فيه مصابا
***
شلت يمينك ياابن ملجم مذ نضت
سيفاً لسيف الله فل ذبابا
***
وعليه قد ركع الحسام مصلياً
فدهى الصلوة وافجع المحرابا
***
ياضربة للدين هدت جانباً
وله اماتت سنة وكتابا
***
فهوى صريعاً والبسيطة ارجفت
والبدر تحت دجى الغياهب غابا
***
ونعاه جبريل بلوعة ثاكل
لومست الصخر الأصم لذابا
***
اليوم عرش الدين ثل قوائما
وبه تداعى اعمداً وقبابا
***
والملة البيضاء ارخت بالاسى
سود الحنادس فوقها جلبابا
***
والعروة الوثقى به انفصمت وقد
هتك الضلال من الجلال حجابا
***
اوهى قوى الاسلام وقع ملمة
فقماء سدت للفضاء رحابا
***
جلت بآفاق السماء فنكست
هاماً لاعلام الهدى ورقابا
***
صبغت بياض النيرين بغبرة
نسجت على شمس النهار نقابا
***
وبها البحار النعم غيض مدها
لحجاً وسيرت الجبال سرابا
***
وترى القلوب بحر نيران الجوى
لبثت تنازع في الحشى احقابا
***
ياليث غابات العلى كيف الردى
ولجت حوادثه عليك الغابا
***
ما خلت والاقدار طوعك في الوغى
يمسي لشيبتك النجيع خضابا
***
والموت يخمد منك وهو بمرصد
ناراً لعزمك تستطير شهابا
***
علم قضى بشبا المهند نحبه
فبكا لمقلته الهدى تنحابا
***
اشقى الورى اردى اماماً باسمه
بارى السما عن ذنب آدم تابا
***
ما عابه قتل فمخزن علمه
ابداً لسر الله كان عيابا
***
ما لذ عيش للنفوس ولا الكرى
ليلا لانسان النواظر طابا
***
يا جامعاً شمل الهدى ومفرقاً
بالسيف يوم الخندق الاحزابا
***
جدلت عمرواً حين اقدم معلماً
متسربلا قطع الحديد ثيابا
***
واخفت ابطال اليهود بضربة
قدت لمرحب مغفراً واهابا
***
واقمت قاعدة الهدى بمواقف
فيها قلعت لحصن خيبر بابا
***
ولولا القضا لمحا حسامك للعدى
عن نسلها الارحام والاصلابا
***
وبيوم بدر قد برزت مشمراً
للحرب تغرس في الصدور حرابا
***
ونشرت للاسلام ارفع راية
بالفتح سماها النبي عقابا
***
وعلى الفراش مبيت شخصك للهدى
امسى لعزة نفسه وهابا
***
وجوادك الميمون يمسك قائما
جبريل منه شكيمة وركابا
***
صرف القضاء عليك دار ولم تزل
عزمات باسك للقضا اقطابا
***
كان الهدى متاهباً بمجنة
من حزمك اتقت السيوف ضرابا
***
درت البسالة يوم قتلك انها
فقدتك ليث عرينها الوثابا
***
والموت يوم لوتك منه انامل
اطرقت صل مغارة وقابا
***
شاهت قريش بعد قتلك اوجهاً
والعار لوث منهم الاحسابا
***
أيضيع هدراً للعدى دم سيد
لرواقه الاجل المحتم هابا
***
ان لم تثر للثار غالب لم يكن
تدعوا لحفاظ كميها الغلابا
***
بحر الندى والعلم غار وبعده
امل العفات من المكارم خابا
***
ما ناب صرف النائبات مبادراً
الا احد لكل صرف نابا
***
والدين بعد أبي تراب رغبة
بالموت ودَّ بان يكون ترابا
***
اردتك يا أسد العرين عصابة
نحو الهدى بغياً عوت اذيابا
***
رامت تطولك في الخليقة رفعة
كيف البغاث علاً تطول عقابا
***
لثمت لك الاملاك تربة بقعة
بذخت على اوج السما اعتابا