في عيد الغدير
فرش الصحراء بالشمس الطلوع
فجرت في خاطر البيد الجموع
***
وصحا الرمل على زغردة
علت الموكب . والفجر رضيع
***
انه الوحي . جرى فاختلجت
مهجة الصخرة . وافتر الربيع
***
وتهادى يمضغ البيد على
دعة نشوانة الزهو . تضوع
***
اخطري يا بيد فالوحي على
خدك الاسمر يشدو ويشيع
***
واشربي عنه الدراري كلما
غضة رفت فللدهر خشوع
***
اشربيها وهبيني شعلة
يرتمي من مقل الشعر البديع
***
لأذيب الشمس في قافية
فاح من اعطافها الحب الرفيع
***
واثير الوعي في ادمغة
أخرس التفكير فيهن الخضوع
***
ركدت فيها الاماني فمتى
زأر الدهر اجابته الدموع
***
اشربيها أيها البيد كما
يشرب النسمة في الوادي الهجير
***
واسكبيها في دمى اغرودة
برعمت من زهو ذكراها السطور
***
علني اجتر منها نغمة
ضاءها الحق وغناها العبير
***
نغمة «اكملت الدين» لها
سال في الوادي من النور غدير
***
وتهادى الفجر نشوان على
وقعها . وانساب في الرمل شعور
***
نغمة أطلقها الحق فللــ
ــشهب اعناق ولليل ضمير
***
اسكبيها في دمي يورق من
لحنها في خاطر الشعر الغرور
***
لأغني فئة لم تنطلق
لحداء النور . والركب يسير
***
تنتشي من غير كأس وترى
سلسل الماء . فيرويها الخرير
***
وتغني بالمآقي لغة
لفظها الدمع . ومعناها الزفير
***
يا غدير الوحي ها نحن هنا
مقل يجرحها الصبح الجميل
***
فكأن الفجر في آفاقنا
باتر يلمع والشهب نصول
***
نبصر الروض وقد أرعشه
نافح العطر ورواه الهديل
***
ونرى الحسن نديا فائراً
يورق الحب عليه ويميل
***
فنخليه وفي ارواحنا
نهمة سعرها الحب القتيل
***
متبارون اضطراباً كل من
تتقراه له رأي جليل
***
وحدوا افكارنا لافئة
تطعن الصخر ولا أخرى تسيل
***
وامنحونا نظماً تسمو بها
قمم الفكر وتنزاح الطلول
***
ثم قولوا ها هو الدرب به
يمرح الفجر ويختال الاصيل
***
لنريكم والضحى من تحتنا
حافر . كيف يموت المستحيل
***
خطرت ذكراك ياعيد وقد
لامس الشهب من المسرى شحوب
***
فانتخى الفجر تغذي زهوه
شعلة الشمس وتحدوه الطيوب
***
يدفق الصحو على الكون ففي
خاطر الزهرة للعطر وجيب
***
وارتمت الوانه زاهية
فعلى الأجفان للحسن دروب