من وحي الغدير
هو الشعر حاول ان تكون مجددا
معانيه واحذر ان تكون مقلدا
***
فما الشعر الا من مذاب عواطف
اذا سبكت امسى لها الوزن موجدا
***
وما الشعر أوزان ينسقها الفتى
عواطل يكسوهن لفظاً مجرداً
***
اذا كنت رباً للقريض وشاعراً
مجيداً فحاول ان تكون مخلدا
***
ففي الشعر تخليد العواطف حية
فم الدهر لا ينفك فيها مرددا
***
كما خلد التاريخ من هاشم فتى
اقام له الدنيا علواً واقعدا
***
امام نهى القى البيان زمامه
إليه فامسى بالبيان مقلدا
***
فذا نهجه فاستقص آيات نهجه
تجد فيه مجداً للبلاغة خلدا
***
وقرآن آداب اذا ما تلوته
رأيت على آياته الدر نضدا
***
اذا تليت في محفل منه آية
يخر لها أهل الفصاحة سجدا
***
فكم خطبة جلَّت عن الوصف ضمنها
مواعظ ارشاد لمن طلب الهدى
***
وكم من كتاب في السياسة خالد
حري على امثاله ان يخلدا
***
ويكفيك برهانا له عهد مالك
فقد ضم قانونا قويما موطدا
***
ابان به معنى السياسة واضحا
وشاد لها صرحاً رصينا مشيدا
***
واظهر فيه العبقرية غضة
ورأى حكيم في الامور مسددا
***
امام وقد زان الامامة شخصه
وجلببها ثوباً قشيياً مجسدا
***
وقد جاء في شرع العدالة سالكاً
بإمته النهج السوي المعبدا
***
وشرع قانون المساواة في الورى
فثمة قد ساوى قريباً وابعدا
***
فذاك عقيل وهو ادنى قرابة
إليه بنار منه قد احرق اليدا
***
وذلك لما ان اراد توفراً
على غيره اذ جاء يرجو التزودا
***
فآب ولكن كفه قد تحرقت
ضراماً ازاد القلب منها توقدا
***
رأى ان دين الله شرع على الورى
لذلك ساوى الناس عبداً وسيدا
***
امام الورى يهنيك ذا العيد عائداً
فقد كان يوماً للبرية أسعدا
***
فذا اليوم في الايام مثلك في الورى
كما كنت فيهم أوحداً كان اوحدا
***
ففيه رسول الله صرح معلنا
بفضلك في الجمع الغفير واشهدا
***
وذلك لما ان اناخ ركابه
بيوم به امسى الحصى متوقدا
***
وقام خطيباً بينهم فوق منبر
بحفل بارباب النهى قد تحشدا
***
فقال اراد الله شخصاً لدينه
يقوم باعباء الخلافة مفردا
***
فلم ير اولى من علي لدينه
وصياً فخص المرتضى وبها ارتدى
***
فدونكم هذا الوصي به اقتدوا
اماما عليكم والسعيد من اقتدى
***
ومذ ابصروا فعل النبي وقوله
بشأن علي في الولاء مؤكدا
***
اتوه يزفون التهاني بمنصب
له الله امسى والنبي مشيدا
***
فقد كان يوماً بالمسرات حافلا
فاحبب به يوما واحببه مشهدا
***
فقد غمر الدنيا سروراً وبهجة
وألبسها ثوباً جميلاً موردا
***
وطافت على الدنيا البشائر فاغتدى
هزار الاماني بالتهاني مغردا
***
امام الورى خذها قصيدة شاعر
بحبك قد امسى يدين موحدا
***
لان طاب معناه ورق نظامها
فمن لطف معناك اكتست ذلك الردا