أبا الأحرار
حملت ولاك رأياً واعتقاداً
وفي دنياك بصرت الفؤادا
***
ومن صغر تلمست الاماني
بحبك روح من حمل الودادا
***
وما انصب الدم العربي إلا
على حب الوصي . وما تهادا
***
ولا عجب فان ولاه فينا
بياض العين تكتنف السوادا
***
فديتك جس أياً من عضامي
تجدها السنا خلقت . حدادا
***
أب لي مشفق حدب وأم
قد اصطنعا لدي ولاك زادا
***
وباسمك عوذا مهداً علي
شغاف القلب ينعقد انعقادا
***
غرست ولاك في قلبي ليوم
به ابغي على يدك الحصادا
***
اكاد . وللهوى وضح مشع
بروحي . استحيل له زنادا
***
وينطق كل جرح يعربي
دماً كان الفؤاد له مدادا
***
انا العربي ولتكن القوافي
كآمالي جلاء واتقادا
***
فديتك أي عاطفة تغذت
بروحك ما تحملت السدادا
***
وكيف ينال مني الصمت حضاً
والف فم قد استوحى الفؤادا
***
أمير المؤمنين . وكل جيل
على واديك يحتشد احتشادا
***
يحوم فوق ربوته جلالا
ويمسك باب مسجده اعتمادا
***
ويلتقط الحصى كجمان در
تعثر فيه صياداً فصادا
***
تساقطت النجوم عليه زهواً
وطافت حول روضته إتادا
***
ولم الفجر ذيلا ذهبته
دماء بنات ليلته ودادا
***
على مجرين من نار ونور
به موسى بن عمران تهادى
***
وحاز من النبوة معجزاة
بها يستنطق الصم الجلادا
***
قلوب فوقها لصقت قلوب
به ديفت . الا فسل الجمادا
***
يطوف العقل بين غد وأمس
باحساس عن الحرمات ذادا
***
وآمن بالعقيدة وهي نور
به لمس الحقيقة فاستقادا
***
وكبر فوق منعطف أديفت
به الارواح . حيث بها يفادى
***
وماردة من الجن استطالت
على الافاق تمتد امتدادا
***
لتطبق مقلة الشهب الزواهي
وتكسب فحمة الليل استودادا
***
ومشنقة تدبرها . لروح
سماوي . قد احتضن البلادا
***
ولولا رحمة مسكت قواه
بألطاف لاوشك أن يصادا
***
أبا حسن تجشمت الليالي
مدلا ما تشكيت الجهادا
***
وكيف الدهر يوهن منك عظماً
وقد حملتها سبعاً شدادا
***
قنعت بكوخك الذاوي ضلوعا
وفي خفقات شمعته اتقادا
***
واقراص الشعير ألذ شيء
إلى شفتيك طعماً وارد رادا
***
يلفك من نسيج الصوف ثوب
لتسعد في خشونته العبادا
***
وبعد خفوق شمعك الف جيل
بالف هدى تبصره رشادا
***
وذاك القرص يا رحماك فينا
جرى ذهبا على يدنا وجادا
***
أبا الاحرار . كرم فيك جيل
خلقت لان يسود ولا يسادا
***
رسمت له على سفر الليالي
بكفك احرفاً . لمعت سدادا
***
تبنيت الدماء الحمر صرحاً
وانزلت النجوم له جيادا
***
وتاريخ لو ان الفجر حرف
تحمل منك معنى مستفادا
***
ومجد فوق وادي الطور . اربى
على الدنيا فكان لها عمادا
***
نسجت على جوانبه ستارا
ضليلا بالكرامة حيث مادا
***
يحس النجم اهداباً عليه
ثقالا . كلما افترش الوهادا
***
ويلتقط الحصى من كل فج
ليرجم . مارد الافق احتقادا
***
ويحمل للسما اكليل نور
ليخجل فيه فرقده الجوادا
***
اجلك ايها الجمهور عما
اصيب به سواك وعنه حادا
***
اجلك عن غواية من رشفنا
على يده الضلالة والفسادا
***
واعتقد الصراحة عهد مجد
به في كل مزدحم تنادى
***
مشى الماضي على مضض ووافى
يعاني البؤس حاضرنا اضطهادا
***
تسيرنا المطامع حيث شاءت
إلى ما ليس يبلغنا المرادا
***
اراقت سمها فينا أناس
اهانوا الورد واحترموا القتادا
***
سترسمنا يد التاريخ روحاً
على مرآتها الف السهادا
***
وما الارواح إلا كالمرايا
تفاجؤها . اذا صقلت . وقادا
***
تفجرت الشفاه دما لمجد
بناه بسيفه الهادي وشادا
***
على تاريخ نهضتنا مضاعاً
ولم نسعفه رعياً وارتدادا
***
على عصبية سكبت دماها
على اعصاب من حمل العنادا
***
على لذعات جمرة مستبد
ألفناها على وهن وسادا
***
فانا بالحري نقوم وعياً
لما نبغيه . مثنى او فرادى
***
ونقتحم المنون وليس بدعا
اذا اوسم الجبين لنا جهادا
***
فرب السيف يخلق للمنايا
ويأبى دون غمرتها . مهادا
***
ونكتب احرفاً في كل سفر
(دم الاحرار كان لها مدادا)