عيد الغدير
(عيد الغدير) تجدد في مغانينا
واخلد كما خلدت فينا معالينا
***
وعطر الكون بالذكرى ولا عجب
فعطر ذكراك قد فاق الرياحينا
***
وند ارواحنا الظمأى فقد يبست
عروقها، ورذاذ منك يكفينا
***
وطبق الكون انغاماً فقد سئمت
نفوسنا الصمت جاث في نوادينا
***
وطبق الكون انغاماً تهز بها
شعورنا فعسى تحيي الرجا فينا
***
ووشح الافق انواراً ملونة
واغرس مجالسنا ورداً ونسرينا
***
لا تعشق العين الا منظراً حسناً
والاذن الا أناشيداً وتلحينا
***
سل العصور التي مرت، فقد شهدت
يوماً، احاطت به علماً وتدوينا
***
في كل عام يعيد الدهر جدته
كأنما الدهر اضحى فيه مفتونا
***
سل العصور ففي انبائنا حجج
على المخاصم امضى من مواضينا
***
سل العصور ففي ارجائها ارج
من الامامة لا ينفك ينبينا
***
سل العصور فاما كنت ذا رشد
يوماً، احاطت به علماً وتدوينا
***
تاج الامامة: حدثنا فأنت اذا
ثار الحجاج مع الاعداء قاضينا
***
من نظم اللؤلؤ اللماع فوقك ام
من نضد الجوهر الوهاج تزيينا
***
ألم يصغك الذي من لطف حكمته
قد صاغ قبلك تيجان النبيينا
***
إن قلدتك يد الالطاف جوهرة
فانما قلدتك العلم والدينا
***
فكيف أعمل فيك الناس رأيهم
فتوجوا بك اذناباً مداجينا
***
أللزكاة فما كانوا المزكينا
ام الصلوة فما كانوا المصلينا
***
ما توجوا بك أحراراً وليتهم
قد توجوا بك أكفاء ميامينا
***
الدين صاغك لماعاً فلا عجب
لبهجة فيك أن تغري السلاطينا
***
يا منبر الوحي حدثنا أمّا حفظت
اعوادك الزهر اصوات المنادينا
***
أما تجمع ذاك الركب حولك في
لفح الهجير إلى الدعوى ملبينا
***
أما ارتقى متنك الميمون سيدهم
فاهتز عودك فخراً وازدهى لينا
***
كم ذا طربت وقد اولاك مكرمة
محمد، وحباك العز لا الهونا
***
حدث عن الحق مذ فاضت منابعه
في لفظ احمد يحكي الوحي مأمونا
***
أما سمعت مقال الوحي ممتدحاً
ابا تراب، وقول الناس آمينا
***
وقال من كنت مولاه فحيدرة
مولاه، من فيه في الجلي تلوذونا
***
فهو الإمام وهذا الوحي يخبرني
ولاؤه بولائي بات مقرونا
***
فماجت الناس وانثالت جموعهم
على امامهم الزاكي يهنونا
***
ألق السعادة في احضان حاضرنا
(عيد الغدير) كما اسعدت ماضينا
***
وقعت باسمك لحني كي تشرفه
حتّى يعود عظيم الوقع ميمونا
***
ذا موسم البهجة الكبرى فليس لنا
الا بذكرك ان نشدو أغانينا
***
فشع في افقنا الداجي لعل بما
تلقيه من ضوئك الوهاج تهدينا
***
وفض على الانفس الظمأى كما انفجرت
حرى المدامع تجري من مآقينا
***
وغذ أرواحنا نوراً فقد صفرت
من نور إيماننا القدسي ايدينا
***
مات الرجاء من الآمال فانسكبي
يا بهجة العيد تحييه فتحيينا
***
قد ضللتنا أباطيل فلا عجب
اذا سعينا فلم تفلح مساعينا
***
فما فلسطين تدعوني لارثيها
مذ اصبحت وهي في ايدي اعادينا
***
بل ديننا كان اولى بالرثاء فقد
غزوه من قبل ان يغزوا فلسطينا
***
لو أن للدين نوراً في جوانحنا
لاشفق الغرب ان هزت عوالينا
***
فما علينا وقد ضاعت عقيدتنا
الا الدموع اذا ضاعت اراضينا
***
خل الثياب وإن اغراك رونقها
فلست في لونها البراق تغرينا
***
ما العيد أن نتباهى في ملابسنا
بل ان نحقق في الدنيا امانينا