ذكرى يوم الغدير الخالد
البدر يعلم أن قدرك أرفع
يوم الغدير ومنه صبحك أسطع
***
ما إن له أبداً بأن يجرى الى
أمد سموت به الكواكب مطمع
***
يطوي أديم سمائه متنقلا
ببروجه وبقاك ما يتوقع
***
ويود أن الفجر لم يطلع على
يوم سواك وما لغيرك يتبع
***
والشمس تعلم أنها عن مثل
صبحك لم تكن حتّى القيامة تطلع
***
وكفاك أن من استطلت به على
الايام لم يشبهه إلا يوشع
***
فكلاهما ردت له من بعدما
وارى أشعتها الظلام الاسفع
***
ذكراك من ذكرى علي نفحة
منها الاريج بكل آن يسطع
***
يوم الغدير وهل سواك ألذ في
سمعي وهل بسواك يطرب مسمع
***
ردد حديثك في الانام فانه
(كالمسك ما كررته يتضوع)
***
وأما وفضلك وهي حلفة صادق
ما كان يخشى باليمين ويخدع
***
إني بما قد خصك الرحمن من
شرف بذكرك كل آن مولع
***
اني ومن مكنونه قد باح في
أسراره من نور فجرك مطلع
***
ولأنت من دنياك اما عددوا
الايام في يوم وساع أوسع
***
ودقائق الاسرار فيك جلية
كالشمس لا يخفي سناها برقع
***
ما زلت وضاح الجبين فما رأوا
لك قط وجهاً باللثام يقنع
***
وكفاك ان غدير خم فيك لم
يبلغ مداه موطن او مربع
***
بك هامه في تاج كل كرامة
من دونه تاج الملوك مرصع
***
يروي حديثك صامتاً والصمت في
بعض المواضع من كلام أوقع
***
يرويه عنك مسلسلا واليك يسـ
ـــنده كمنشق الصباح ويرفع
***
وبك النبي رقى الحدوج مبلغاً
عهد الوصي وللحياة يودع
***
ومن الحجيج على أداء رسالة
بك فيه قد ضاق الفضاء الاوسع
***
ولهم على النص المبين شهادة
كالشمس ساطعة وليست تدفع
***
هل كان ينسى يومك المشهود تز
خر في مواكبه الجهات الاربع
***
وخطاب أحمد فيهم كادت بأن
تصغي له الصم التي لا تسمع
***
ولئن يكن جف الغدير بيوم طا
لعك السعيد ففي المناقب مترع
***
برد اليقين لكل قلب ظاميء
بك يصطلي حر الهواجر ينقع
***
وهو المذكر كل من ينساك او
يسلوك ان قد ضيعوا ما أستودعوا
***
وخطاب طه قد وعته جنادل
بك سلهم أوعوه ام هم لم يعوا
***
أم كان في اسماعهم وقر فلم
يصغو لصدق حديثه او يسمعوا
***
هل للشكوك بنص احمد موضع
بك في الوصي وللتردد موضع
***
من بعدما سمعت وصية احمد
في يومك المشهود تلك الاجمع
***
هبهم نسوا يوم الغدير فهل هم
ينسون ما أبلى البطين الانزع
***
الكاشف الجلي عن الإسلام
والـحامي لبيضته الإمام الاروع
***
سائل به الاحزاب هل قد فرقت
إلا مواضيه الذي قد جمعوا
***
هي سجد طوراً بميل رقابهم
وبمجمع الاضغان طورا ركـع
***
والباب يعيا الاربعون لخيبر
عن قلعه وله علي يقلـع
***
وسقى اليهود بكأس حتف عاجل
وهي التي لا تستساغ وتجرع
***
هيهات ان تحميهم من بأسه
شم الحصون وبيضهم والادرع
***
وأما وسيف في يديه مرهف
ما بان لولاه لحق مقطع
***
كلا ولم يك غير عدل قضائه
عند الحكومة للخصومة يقطع
***
لولا بلاغة نهجه ما كان للـ
ـبلغاء نهج في البلاغة مهيع
***
عمرت محاريب البيان به فما
لسواه يسجد ذو البيان ويركع
***
فهو المعين لكل ذهن ظاميء
من بحره عذب الموارد يكرع
***
تتصاغر الحكماء إذ تلوى إلى
علوى حكمته الرقاب وتخضع
***
وفلاسف الدنيا لديه وان هم
بلغوا الذي بلغوه حسرى ظلع
***
يتساقطون حديث حكمته كما
يتلمس البرء السقيم الموجع
***
ما إن يبل غليله ظامي الحشى
من غيره فتقر منه الاضلع
***
تتدفق الحكم العلية من خلال
بيانه كالموج اذ يتدفع
***
وكأنما الالباب مهما أدركت
من غامض طير لديه وقع
***
وبه الشفاء لكل داء مزمن
ولكل من يضوى ومن يتوجع
***
لولا روائعه ولحن خطابه
لم يرق منبره الخطيب المصقع
***
وكأنما الدنيا علي والورى
لحديثه ملء البسيطة مسمع
***
وكأنما ورق الحمائم لم تكن
بسوى فضائله السنية تسجع
***
ألغيره الفاروق كان اذا عرا
في الدين والدنيا ملم يرجع
***
وكفاه منه شهادة في فضله
هي فيه من شمس الظهيرة أسطع
***
وفيالق الصفين في صفين سلــ
ــها هل سواه حتفها المتوقع
***
ام هل سوى هبواته مرهوبة
ان تسكن الهيجاء ريح زعزع
***
ام هل سوى ماضيه من اشلائها
في حده وهو الطرير يوزع
***
وهو المفرق للصفوف كما بصا
رمه لمفترق الصفوف مجمع
***
وكأنما عمرو العلا تطوى علــ
ـــيه بردتاه وهاشم ومجمع
***
ما كان أخسر صفقة من جاهل
حقاً له كالصبح بل هو المع
***
هو الولي بهذه الدنيا حمى
وبيوم منتصب الصراط مشفع
***
يوم الغدير لك السعادة بدؤها
وختامها ولك المحل الارفع
***
ذكراك حافلة بكل مفاخر
الدنيا ولم تشدد لغيرك انسع
***
يومان في الايام لاح سناهما
وشذاها من كل طيب اضوع
***
يوم به بعث النبي محمد
يهدي البرية للذي هو انفع
***
وتلوته بالفضل فهو وانت ما
للناس غيركما حديث ممتع
***
اني لاهتف باسم حيدرة وبا
سمك بيناً بك فضله وارجع
***
لكفاكما الفخر الذي من دونه
همم الزمان واهله تتقطع
***
صلى الاله على الذي بك قدره
تهوى مكانته النجوم الطلع
***
ما أشرقت شمس النهار وفي الدجى
قمر يلوح وطرف نجم يهجع