قصيدة أبا الحسين (عليه السلام) .......
لا يدرك العز الا في مغانينا
والمجد لم يستقم إلا بأيدينا
***
لن تلق في الكون جوداً لا ولا كرماً
ان نحن غبنا ولا علماً ولا دينا
***
الله أنشأ هذا الكون من عدم
لنا وصيرنا فيه موازينا
***
لجدنا انبياء الله قد خلقوا
صنايعا وبه كانوا ميامينا
***
والخلق صيره الباري لنا خدماً
ونحن كنا على الافلاك عالينا
***
وسابقتنا رجال للعلى سفهاً
فكم لدى السبق قد كنا المصلينا
***
قضى عليهم لنا صوت الاذان وما
قد انزل الله من آياته فينا
***
منا الرسول ومنا الطهر فاطمة
فهل ترى احداً فيهم يضاهينا
***
ولا وصي لطه غير والدنا
ذاك العلي الذي اردى المحلينا
***
ذاك الذي قد اقام الدين صارمه
وبالمثقف رد الشرك مغبونا
***
ذاك الذي شيد الاسلام فارتفعت
راياته وبه قد زاد تحصينا
***
ذاك الذي قد حباه الله منزلة
كبرى واولاه اعزازا وتمكينا
***
ذاك الذي فيه (بلغ) انزلت وبها
وافى الامين من الباري لياسينا
***
فقام احمد وسط الجمع يخطب في
جرداء قد صهرتها الشمس تبيينا
***
مبلغا ما به اوحى الآله له
ولم تجد قط في تبليغه لينا
***
في كفه لمعت كف الوصي وقد
اصغوا إليه ولكن ليس يدرونا
***
فصاح ياقوم ذا بعدي لكم علم
قد ارتضاه لهذا الامر بارينا
***
هذا وصي وذا مولاكم فاذا
اخذتموا بهداه لا تضلونا
***
وذا الامير أمير المؤمنين فلا
تغيروه باقوال المضلينا
***
هذا اخي ووزيري وهو سيدكم
ولم يكن غيره في الامر مأمونا
***
به الخلافة قد خصت وخص بها
من دونكم فاسمعوا قولي مطيعينا
***
وبايعوا لابن عمي طايعين فذا
مولاكم فاجيبوني ملبينا
***
فبايعوا المرتضى والبعض أنسهم
باد وبعضهم تلقاه محزونا
***
قالوا بخ لك والبغضاء قد خفيت
والحقد قد كان في الاحشاء مدفونا
***
حتّى اذا غاب احمد عنهم ظهرت
احقادهم وبدا ما كان مكنونا
***
وقلدوها أخا تيم مخادعة
لله ويلهم ممّا يلاقونا
***
ابا الحسين لان لم يرتضوك لها
فانهم باتباع الغي راضونا
***
عن الخلافة لما أخروك فهم
قد اخروا حظهم واستبدلوا الدونا
***
فسوف يلقون حقا ما جنت يدهم
وسوف يجزون زقوماً وغلسلينا
***
يوم الغدير بك الانوار قد لمعت
ومنك قد اصبحت بيضا ليالينا
***
والدين اكمل والنعماء فيك لقد
تمت ونلنا من الباري امانينا
***
فزنا وفازت بك الدنيا واشرقت
الاكوان وانكشفت عنا دياجينا
***
واشرق الملأ الاعلى وسبحت
الاملاك بالحمد ايقاعاً وتلحينا
***
وفيك اصبح خير الرسل مبتشراً
فدينه صار بالكرار موزونا
***
وباسمه اصبح اسم المرتضى علناً
رغم الاراذل والاوباش مقرونا
***
فليهن آل رسول الله فيك فقد
اصبحت عيداً لهم في الدهر ميمونا
***
خصصت بالفضل والخيرات واكتحلت
بنور طلعتك الغراء مأقينا