في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)
قل والقوافي ملءَ فيك غناءُ
وانظِمْ فرائدَ ما لهُنَّ فَناءُ
***
وارفعْ صياحكَ في الجموعِ مُعظِّماً
فالصّوتُ يعظِمُ وقعه الإعلاءُ
***
لك ما تشاءُ من المسامعِ فارتجلْ
فالشّعرُ ما ارتجلت به الشُّعراءُ
***
لا تعصيَنّ عليك قافيةٌ بها
تعيا عقولٌ ما بهنَّ عطاءُ
***
فالشّعر أحلى ما يكونُ بَداهةً
لا كالّذي قد جّرّه الإملاءُ
***
يعصي البناءَ فريدُه عن نظمه
حتّى يُجيدَ بناءَه الإنشاءُ
***
وإذا يُزانُ بمدحِ آلِ محمّدٍ
وثنائِهم زانَ البديعَ ثَناءُ
***
فهمو معينٌ للكمالِ وزينةٌ
ترتادها الفقهاءُ والأدباءُ
***
فإذا يعودُ بها الفقيه مُعلِّماً
وإذا الأديبُ صحيفةٌ مِعطاءُ
***
نَزَلوا إلى الدّنيا فَبُلَّ غليلُها
وسَموا فبلَّت بالهداةِ سماءُ
***
أفبالبطولة والشّجاعةِ والإبا
من دون كعبك كُلُّ ذاك هباءُ
***
أم بالضَّراعة للإله من التّقى
لك يشهدُ السَّجادُ والبكَّاءُ
***
ماذا أقولُ وما تركتَ لخاطري
أمراً وليسَ عليهِ منكَ غِطاءُ
***
حتّى القيامةُ أنت في عرَصاتها
مَلِكٌ مكينٌ والقلوبُ هواءُ
***
ولَكَ الملائِكُ طائعونَ ومالكٌ
تَبَعٌ ورِضوانٌ لديكَ سواءُ
***
ما شِئتَ منَّا من يكونُ مُعذَّباً
أو مَنْ تشاءُ منعَّماً ما شاءوا
***
وكتائِبُ الأملاكِ حولَكَ خُضَّعاً
تُعطى مواثيقاً لها وتُجاءُ
***
ويبايعونَ على الولايةِ رغمَ مَنْ
جَحَدوا وضَاعَ هنالِكَ الجُهَلاءُ
***
فَضّلتُ عِشْقكَ لا زهداً بمنفعتي
إذْ كُلُّ أهلِ هواكَ هُمْ فُقَراءُ
***
فَضّلتُ عِشْقكَ لا زهداً بمنفعتي
إذْ كُلُّ أهلِ هواكَ هُمْ فُقَراءُ
***
يقضونَ مُرَّ العيشِ بين محاربٍ
أو عائِبٍ قدْ غَرّه استغناءُ
***
ما قدَّرَ الحمقى بأنّ محبّتي
لعظيمِ شخصِكَ راحةٌ وهناءُ
***
لما علمتُ بأنها ثمنٌ لما
وُعِدتْ به في حشرِها الشّهداء
***
لي فيكَ يا مولايَ سِفر محبّةٍ
عن نشرِه تتقاعسُ البلغاءُ
***
فاضت كرائمه عليّ فأغرقت
ذهني معانٍ ما لها إحصاءُ
***
أنت المبينُ لكلّ علمٍ مُبهَمٍ
يُجلى كما جَلَتِ الظلامُ ذُكاءُ
***
يا باءَ بسمِ الله لولا أنها
فيه لأعوز بعضَ الاسم شِفاءُ
***
أسفي على من بايعتك أكفهم
وقلوبهم ممّا فعلنَ بُراءُ
***
ولو انّهم صدقوكَ فيما أضمروا
فلّهُمْ بحلمك والسماحِ نَجاء
***
لكنّهم قد أخلدوا لجحيمهم
فلّهم بِها ممّا جَنَوْه بَقاءُ
***
يُشفى السقيمُ إذا يُداوي داءَهُ
والداءُ لا يقضي عليهِ دَواءُ
***
يا قادةً رُبِطَ المصيرُ بسعيهم
وبقدر سعيهم يكون رَخاءُ
***
لا يُهنِكمْ سَعْيُ الوئيدِ بمشيهِ
خيرُ السُّعاةِ الرّاكضُ العدّاءُ
***
الشعبُ أوصلَكُمْ لِما أنتمْ بِه
لولاهُ لمْ تُعرفْ لكمْ أسماءُ
***
ليكنْ جزاهُ أن يكونَ رُقادكم
كرقادِ ذئبٍ مرّ فيه الشّاءُ
***
لا تخلدوا للرَّوْحِ مِنْ دَعَةٍ ففي
دَعَةِ العراقِ لكُمْ يكونُ هَناءُ
***
كونوا كما كانَ الوصيُّ رعيّةً
في حكمهِ والشعبُ هُمْ أمَراء
***
في الحشرِ أيدٍ لو يُباحُ كلامُها
نَطَقتْ بمالا تنطِقُ البلَغاءُ
***
وتظلَّمتْ ممّا جَنَتْهُ سواعدٌ
ودّتْ لَو انّ أكفَّها جَذّاءُ
***
عَجَباً لحلمِ المصطفى لمَا رأى
تلكَ الأكفَّ كأنها حِرباءُ
***
مَدّتْ أنامِلَها لبيعةِ حيدرٍ
والغدرُ في راحاتِها سيماءُ
***
ينقى المنجّسُ بالمياه ولا أرى
تنقى النجاسةُ لو علاها الماءُ
***
ينقى المنجّسُ بالمياه ولا أرى
تنقى النجاسةُ لو علاها الماءُ
***
عُذراً أبا حسَنٍ فإنَّ مدائحي
محدودةٌ والقولُ فيكَ عَناءُ
***
فإذا تجشَّمتُ القوافيَ لمْ تكنْ
طوعي كأنِّي في المقالةِ راءُ
***
يا ناظرينَ إلى الجنانِ تبيّنوا
والقولُ حقٌّ ما عليهِ غِشاءُ
***
وارنوا معي بالعينِ نحوَ رغائبٍ
فالخلدُ سالَ رحيقُها والماءُ
***
وعلى الضِّفافِ تمايلتْ بِغُصونِها الـ
ـــنّظرُ المقاطِفِ ما لهنَّ فناءُ
***
والحورُ قد ضَرَبت خياماً حولَها
ولكلِّ عبدٍ خيمةٌ وفِناءُ
***
لو قيست الدُّنيا ببعض ستورِها
زُوِيتْ بعينِكَ أرضُنا الرّحباءُ
***
أم ما دريتَ من النّعيمِ ولذّةٍ
من حُسنِ ما ملكتْ بها العذراءُ
***
في السّاق نورٌ مثلُ نورِ البدرِ قدْ
ضوّى وأشرقَ نورُها الوضّاءُ
***
والخدُّ أحمرُ والعقيقُ نساجُه
والجيدُ مِنْ وَضِحٍ له لألاُء
***
والعطرُ ما بينَ العوارضِ فائحٌ
تحيا المواتُ به ويُشفى الدّاءُ
***
يُخشْى عليها أن تُضمّ كأنّها
لبَنٌ يُشنُّ بلمسةٍ ويُساءُ
***
لكنَّ صبرَ المرءِ عنْ أمثالهِا
سَفَهٌ وملؤُ جروحِها إغراءُ
***
تيهاءُ سوّاها العليمُ بنفسِ من
صِيغتْ له ولنفسهِ إغناءُ
***
أبَدَ الخلودِ تظلُّ تجني ودَّها
سَكَراً وليس عليكما رُقَباءُ
***
هذي بأبسطِ ما يكونُ تنالُها
بولاءِ من فَخَرتْ بهِ البطحاءُ
***
والووا عليّاً والجنانُ تذلّلتْ
لكمو وإلاّ فالجحيمُ جزاءُ
***
مرصادُ كلِّ مكذّبٍ ومعاندٍ
فيها زبانيةٌ لهم أعداءُ
***
يجِدونَ كلَّ معذّبٍ نُودوا به
غُلُّوا يديهِ فإنّه مشَّاءُ
***
وترى السّلاسلَ في المعاصمِ جَلْجَلتْ
والصّوتُ فيها صرخةُ وبكاءُ
***
وعلى الرّؤوسِ ترى المقامِعَ اُهطلتْ
مطَراً كما سقتِ القفارَ سماءُ
***
وترى المخوخَ تفورُ وسْطَ قُحوفِها
وبكلِّ جيدٍ حيَّةٌ رقطاءُ
***
سالَ البياضُ من العيونِ وقد هوى
منها السَّوادُ وذابتِ الأحشاءُ
***
وترى الصَّديدَ من الجلودِ مسيلُهُ
من كلِّ جارحةٍ وعزَّ الماءُ