في رثاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذكرى استشهاده 21 رمضان سنة 1427 هجرية
سلْ بالدموعِ ولا تسلْ بسواها
إنَّ الدموعَ مُجابةٌ دعواها
***
من ذا المُعَزّى والعبادُ أراها
تبكي وترفعُ للإلهِ بُكاها
***
نَسِيَتْ أكابرها بفقدِ المرتضى
واللهِ إنّ مُصابَه أنساها
***
يا معشرَ الناعينَ عزّوا أعيناً
في فقدهِ فَقَدَتْ لذيذَ كراها
***
مذ صاح جبريلٌ بفقدِ المرتضى
فتزلزلت أرض الورى وسماها
***
ذهب امرئٌ خطبُ النوائبِ لم يكنْ
بسواه مدفوعاً وكانَ وِقاها
***
أيهٍ عليٌ والكتابُ وذكرُه
بعظيمِ قدرِك في البريةِ تاها
***
وإذا بدَت سِورُ الكتابِ ولم تكنْ
في نصِّها فلأنتَ في فَحواها
***
قتلوك والحقَّ المبينَ فلنْ ترى
من بعدِ يومِك مؤمناً يتباهى
***
بل لا يزالُ مطأطياً متخشِّعاً
يبكي مبادئَ مات من يرعاها
***
حياك ربك ما الخلودُ بمعجزٍ
لو كنتَ تبقى في الحياةِ مداها
***
لبقيتَ تخطُرُ في المنابرِ صادِعاً
نهجاً يعيدْ إلى النفوسِ هُداها
***
ولكنتَ للدنيا سماءَ منافعٍ
تسقي مرابعَ جفَّ منكَ ثراها
***
يا مقلة الحق السليبةَ غالها
صرفُ الرّدى فتكورت وضياها
***
قد كان بعدك حين غِبْتَ ملاحمٌ
قدَّرتها وصَدَقتَ في ذكراها
***
هذا ابن ملجم عادَ والسّيفُ الذي
من نجعِ هامِك بلَّ شيبَ لحَاها
***
وكأنهم بدماك لم يُبْلَلْ لهم
حِقْدُ النفوسِ ولا اشتَفَتْ سُقَماها
***
عَطَفَتْ على أتباعِ نهجك بالرّدى
كي تشتفي عصَبٌ يعِزُّ شِفاها
***
وتقاطرت بالسمِّ حِقْداً بعدما
فَغَرَتْ عليكَ كما الأفاعي فاها
***
وتتبعتْ فينا منازِلَ قُدوةٍ
كانتْ لها رزقاً يُدِرُّ نَماها
***
وتقاسموا ما بينَهم أن يهدِموا
بيتَ النّبيِّ بأرضِ سامُرّاها
***
لِعليٍ الهادي وقبة سؤدَد
حَلَفَ الإله ليَغْلِيَنَّ عِداها
***
مَنْ كانَ يعلَم هَدْم قبّتهِ الّتي
كُلُّ النّجومِ تلألأت برؤاها
***
ألْقَتْ عليهِ يَدُ الحصانَةِ ظِلّها
فَغَدا لَنا هُزواً يَمُطُّ شِفاها
***
كم جِيفةٍ في (البرلمان) ذميمةٍ
ما مثّلت مِن أهلِها شُرَفاها
***
تعتاشُ مِنْ حرْبِ الشعوب كأنها الـ
ـعِقبانُ في الأرضِ الخرابِ تراها
***
لابدَّ ان تمضي ويمضي شرُّها
ما دامَ شعبي عارفاً مغزاها
***
أوَلمْ يجفَّ دمٌ لآلِ اميّةٍ
بقليبِ بدرٍ حين اُفلِجَ طه
***
حتّى تتبعَت الذّراريَ مِنه في
طولِ البلادِ وعرضِها بأذاها
***
يا مَنْ يمرُّ على منازلِ فتيةٍ
للوحيِ كانَ مهابِطاً مغناها
***
سلّمْ على خالي البيوتِ وقُلْ لها
صارَ السّلامُ ضريبةً لِبقاها
***
قد غابَ عهدُ السيفِ والأملُ الّذي
يُسْراهُ تحكي في الوغى يُمناها
***
فتبلَّغي بالصّبرِ عَنْ أنْ تبلغي
صَهَواتِ مجدٍ فاحَ قبلُ شذاها
***
ما المجدُ يا ابنَ العسكريّ لهاشمٍ
إن لم تقوِّمْ بالسيوفِ بِناها
***
ولأنتَ تعلَمُ أنّها الحربُ التي
حربٌ عليك تطلَّبت مبداها
***
هذي دماك تسيلُ من فوق الثّرى
عَجَباً وكانَ بكربلا مَجْراها
***
ما جَفَّ دَمْعُكَ من قديم مسيلها
حتّى تجارى مِن جديدِ دماها
***
عجباً لصبرِك والجبالُ تأوّهت
وإليك قدّمتِ الورى شكواها
***
ملأتْ فِعالُ الجاهلية أصدُراً
مِنّا بِنارٍ اُلهِبَتْ بلَضَاها
***
لِلآنَ والدُنيا تكذب وعدَنا
وتقولُ أوهامٌ لكمْ عِشناها
***
يا صدمةً لو يعلمونَ عظيمةً
لو أنْ ظهَرْتَ مكذّباً دعواها
***
وَضَعوا إذنْ ما يملكونَ أصابعاً
في ملئِ ما بِكَ حرّكوا أفواها
***
ورأوكَ والاملاكُ حولَكَ حاملاً
سيفَ الفقارِ ووَاعداً بفناها
***
أوْ تستقيمُ لشرعِ آلِ محمدٍ
الله أكبرُ أو تزيلُ بقاها
***
يا ابن الإمام العسكري أما ترى
هذه الكبودَ تصدعتْ بأساها
***
يا ابن النساء الطاهرات أما سمعـ
ـتَ الناشراتِ الشَّعرَ فيمَ بُكاها
***
يا ابنَ الحجورِ الزّاكياتِأنظرةٌ
منها القلوبُ تبلُّ حرَّ جواها
***
ما كان صبرُك باليسيرِ لتنجلي
عن ضوءِ فجرِكَ في ظلامِ دُجاها
***
مِنْ بعدِ أن نازعتَ نفسَكَ أن ترى
آلَ النبيِّ تذوقُ مُرَّ سِباها
***
وحُماتها ما بين مسلوبٍ على
رمضائِها ومزمّلٍ بثراها
***
بسيوفِ آل أميةٍ وشفاهُهُ
بقيت ثلاثً والدّما سُقياها
***
وعلى ترائِبِ جدِّك الطِّفلُ الّذي
قتلوه كي تُمحَوْنَ مِنْ دُنياها
***
الله ربّي لا أُمانعُ أمرَهُ
وهو الكفيلُ بثارِ أهلِ وِلاها
***
لكنَّ ثاركَ أنتَ معنيٌّ به
فانهض فآلك مُزِّقتْ أشلاها
***
واظهَرْ لآلِ أميّةٍ فلقدّ عَدَوْا
واقلبْ أسافِلَها وقُمْ أعلاها
***
يا ربِّ إنّي قد قصدتُ بهذهِ
غُرَفَ الجنانِ تطيبُ لي سُكناها
***
بجوارِ آلِ محمّدٍ وبصحبةِ الــ
أشرافِ مِن نَسلِ البتولِ نَماها
***
فاجعلْ بميزاني قصيدتيَ التي
أرجوكَ أن ألقى القبولَ لِقاها
***
وارحَمْ بها الكعبيِّ يومَ وفاتِهِ
وكُنِ الشّهيدَ عليهِ في مَغْزاها