في رثاء سيد الموحدين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
حَكَمَ القضاءُ فأدمُعي أنهارُ
واُذيقَ كأسَ حمامِه الكرّارُ
***
وعلا ابْنُ ملجَم رأسَهُ بمهنّدٍ
مثواهُ فيما قد أتاه النّارُ
***
وَيْلٌ له أوَلَيْسَ يعلَمُ أنّهُ
في قتلِ حيدرَ دينُنا يَنْهارُ
***
فَبَكَتْهُ حورٌ في الجنانِ وشيعةٌ
تبكي وليسَ يفيدُها اسْتِعْبارُ
***
هذا هُوَ اليومُ الذي قد أنبأ الـ
ـمولى الوصيَّ بموتِه المختارُ
***
إذ قال كيف إذا ضُرِبتَ بأبيض
بالسمِّ اُنقِعَ حدُّهُ بتارُ
***
فأجابَه الكرارُ دونَ ترددٍ
وعلى طلائِعِ وجهِهِ استبشارُ
***
أنَا لستُ أرهبُ موتةً اعتادُها
وأنا اُديرُ الموتَ حيثُ يُدارُ
***
حتّى إذا وقَعَ المقدّرُ وانثنى
وَقضى بأمرِ مماتِه الجبّارُ
***
بَرَدتْ حشاهُ لما سَيَلْقى بَعدَها
وحشى محبّيهِ ففيها النّارُ
***
وعجبتُ للملَكِ الّذي بيمينِهِ
يُنهي حياةً ملؤها إيثارُ
***
لا بَلْ وسائلَه ليبذِلَ روحَه
فأجابهُ في بذلِها المغوارُ
***
وكذا الكريمُ يضيعُ حتّى روحَه
إنّ الكريمَ بروحِه مِبذارُ