قصيدة الشيخ محمد حسن سميسم في مدح يعسوب الدين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
عليٌ به الفردوس طاب نعيمُها
وفي بغضِهِ النيران شب جحيمُها
***
فلولاه ما كانت لنا جنّةٌ ولا
لأعدائنا نار يشبُّ حميمُها
***
وإنْ قيل للفردوسِ من هو قاسمُ
عليُّ الهدى في الحق قلت قسيمها
***
ولايتُهُ أُمّ الكتاب لذا غدا
لها تالياً حيث الكتاب فطيمها
***
وما المحوُ والإثباتُ لولا خصوصُها
بمحوٍ واثباتِ ولولا عمومُها
***
هي الروح للأرواح بل ريحُ رحمة
ولو لم تكن هبت علينا عقيمها
***
رأى قلم التوحيدِ مذ شاء رسمَها
فؤادي لوحاً حيث فيه رسموُها
***
لأنّ فؤادي أفقها وهي السما
عليه وحَبَّات القلوب نجومها
***
أُلامُ إذا ما همتُ فيها مفاخراً
سوايَ وأملاك السموات هيمها
***
لقد كان حكم الانبياء مقيّداً
بأحكامها حيث الوصيّ حكيمها
***
بها رفع الله السموات مثل ما
دحى الأرضَ فيها فاستقام اديمها
***
عليٌّ هو الباب الذي مبتلاً به
وحِطّةُ مَن فوق الثرى ورحيمها
***
شربْن عظامي حبَّه قبل نشأتي
ليحيى بها يومَ المعادِ رميمُها
***
أروم معانيه وهيهات نيلها
وأعلم قد عزّت على من يرومها
***
ولكنّ في تكريرها في بصيرتي
أنالُ الشِّفا فيها لأنّي سقيمُها
***
يقولون لي صِفْ ذاتَه إن تَودها
ولن يصفَ الحسناءَ إلّا نديمها
***
فقلت أللحرباء في الشمس نظرةٌ
سوى أنها ترنو لها وتشيمُها
***
وإن قيل لي كنّي ببعض شؤنِهِ
أَجَبْتهُمُ سَمْعاً فأَنّي عليمُها
***
به نسمات المرسلين تطيبتْ
وفيه جنان الخلدِ طاب نسيمها
***
هو السائلُ الدّاعي ألستُ بربكم
عن الله للأرواح وهو خصيمُها
***
خليفة كلِ المرسلين ووارثٌ
ولكنه في الكائناتِ قديمها
***
فلا يذهبون التيه شيعةُ حيدرٍ
كأمةِ موسى مذ دعاها كليمها
***
ففي النشأة الأولى عليٌّ امامها
وفي النشأة الأخرى عليّ زعيمها
***
أيخشون في يوم القيامة كبوةً
وحيدرةٌ عند العثار مقيمها
***
بيمناه ينجي من يواليه من لظئ
كما أنّ في يسراه يُلْوَى شكيمها
***
له كعبة طافت عليها بنو الرّجا
وطاف عليهمْ بانعطاف حريمها
***
وجوباً على كل الموالين من بها
تحجّ له بعد الممات جسومُهُا
***
تطوف به سبعاً تلبّي ولائه
قلوبٌ بكفّيه تربّى صميمُها
***
يقصّر من عظم الخطايا بقصده
خُطاها لكي ينحطّ عنها عظيمُها
***
لو أنّ ابن عمرانٍ تفيّأ فيئَها
لما أوجسته خيفة السحرِ أَيمها
***
كأن السما في ضمنها وهي عرشُها
ولكنْ بها كرسيّهُ وعليمُها
***
وأنّ الثريا قد تجلّت بأفقِها
وطافت على عشر العقول نجومُهُا
***
وإنّ الثرى وادي طوى حيث نُورُها
أحاطَ بها والناس كلٌّ كليمها