لا تشترط الدراسة الدينية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف في زي خاص ومعين، بل يستطيع كلّ إنسان مهما كان زيّه الحضور في حلقات الدراسات الإسلامية من دون رادع مهما كان مستوى البحث من ناحية المقدمات أو السطوح أو الخارج.
ولكن المتعارف عليه في النجف الأشرف أن الطالب المبتدىء عندما يلتحق بالحوزة يحافظ على زيه السابق ويبتدأ بدراسة المقدمات ثم يتعمم بعد أن يقطع شوطاً من دراساته التمهيدية ويتعمم البعض الآخر عندما ينهي مرحلة المقدمات وينتقل إلى مرحلة السطوح وقلما تجد طالباً في مرحلة السطوح لم يكن معمماً ونادراً ما تواجه طالباً في مرحلة الخارج من دون عمامة.
والعمامة مظهر إسلامي ومن آداب اللباس في الإسلام.
عن أبي الحسن(عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ (مسوّمين) قال: العمائم. اعتم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسدلها من بين يديه ومن خلفه واعتم جبرئيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه[1].
وعن أبي عبدالله(عليه السلام) عن آبائه(عليهم السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): العمائم تيجان العرب إذا وضعوا العمائم وضع الله عزهم[2].
وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): اعتمّوا تزدادوا حلماً[3].
وعن عبدالله بن سليمان عن أبيه أن عليّ بن الحسين(عليه السلام) دخل المسجد وعليه عمامة سوداء قد أرسل طرفيها بين كتفيه.
والعمامة تكون مع ثياب واسعة مثل الجبة وهي أيضاً من آداب الملابس في الإسلام.
وقد اعتادت الطائفة الشيعية في أنحاء العالم على أن العمامة السوداء رمز لكلّ من ينتمي عن طريق أبيه من ناحية النسب إلى بني هاشم ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ومن ذرية فاطمة سلام الله عليها وان العمامة البيضاء رمز لمن لم يكن منتمياً إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من ناحية الأب. رغم أن كلا منهما يدرسان الدراسات الإسلامية نفسها بدون أدنى تفاوت أو اختلاف.
--------------------------------------------------------------------
[1] وسائل الشيعة: المجلد الثالث ـ الباب 30 من أبواب أحكام الملابس ـ ح 1 ص 377.
[2] وسائل الشيعة: المجلد الثالث ـ الباب 30 من أبواب أحكام الملابس ـ ح 6 ص 378.
[3] وسائل الشيعة: المجلد الثالث ـ الباب 30 من أبواب أحكام الملابس ـ ح 7 ص 378.