غديرية
لك قد وقفت أبا الحسين أرنم
لحناً تعطر من ترنمه الفم
***
وأردِّد الأنغام فيك وإنَّها
درر بها آيات بوحيه يترنَّم
***
وأعبد ذكرك وهو قرآن به
جبريل كان بوحيه يترنَّم
***
وأصوغ فيك من القريض جواهراً
من بحر نعتك وهو بحر مفعم
***
ولو أنَّني وجميع من فوق الثرى
والجن قد قمنا نحط ونرسم
***
هيهات يبلغ منك أدنى خطوة
منَّا المفكّر أو يحل الطلسم
***
انا حائر والعارفون تحيَّروا
قبلي فعذراً منك إذا تكلَّموا
***
من نوح من موسى الكليم ومن هو
الرُّوح الأمين ومن هنالك آدم
***
فهموا هموا إنّي أجلُّ مقامهم
شأناً وأنت عليهم المقدَّم
***
ولأنت منك النور منه المستقى
للرُّسل والمشكاة منك مقدّم
***
بل أنت شاء الله فيك لخلقة
أمراً فكنت كما يشاء المنعم
***
بل أنت أنت وما أقول جهالة
كلا وأنت الحاكم المتحكم
***
في الخلق في كل العوالم جملة
في العالم العلوي أنت منظم
***
أعطاك خالقها عليها قدرة
إن شئت توجدها وإلا تعدم
***
وبكفّك الأقدار والأعمال والأسـ
ـرار الأرزاق بين الكائنات تقسم
***
بل فيك قام العرش والكرسي بـ
ـل واللوح والقلم الذي هو يرقم
***
وإليك قد أعطى الله قيادة
عظماً حباك بها الرّحيم الارحم
***
أأقول أنت معلّم لا والذي
أنشأك أخشى أن أقول معلَّم
***
هذي الولاية أتتك بأمر من
هو قد حباك بما تشاء وتحكم
***
وبكفِّ أحمد وهو خير مبلّغ
يوم الغدير بها غداً يتكلَّم
***
ويقول والملأ الحضور جميعهم
خرَّس وتغر المصطفى يبتسم
***
هذا هو النبي العظيم وفيه قد
أوحى لي الرّحمن ما هو مبرم
***
فخليفتي هذا فويل للذي
عنه يحيد وويل من يتقدّم
***
ودعا ألا هيَّا عليه فسلّموا
فهو الصراط المستقيم الأقوم
***
وهو الأمير غداً يُمير وليَّه
وإلى مقام القدس فهو السُّلَّم
***
فدنا إليه البعض وهو مبخبخ
وفؤاده يلظى العدى يتضرَّم
***
وهناك لمَّا أن قضى خير الورى
انقبلوا وجاء إلى الوصي الأبكم
***
ودعاه أن قم يا علي لبيعة
وادخل بما دخل السَّواد الأعظم
***
أنا في فؤادي جمرة ممَّا جرى
وأضالعي من ذكرها تتحطَّم
***
لله صبرك يا وصيَّ المصطفى
أفهل نبا ذاك الحسام المخدَّم
***
أم هل لعهد الله كنت منفِّذاً
فتجرؤوا وعدى عليك الالأم
***
من كتاب النظرات الودِّية في تراجم مشاهير الأسرة الغريفيّة