الحوزة العلمية في القرن الثاني عشر

إنّ الحوزة العلمية في النجف الأشرف وفي القرن الثاني عشر [1]قد استمرت في نشاطها وحركتها العلمية الفقهية ببطء بعدما كانت الحوزة العلمية في كربلاء مزدهرة بالبحث والتحقيق نتيجة الصراع العلمي الدائر بين الأخباريين والاُصوليين ـ كما تقدم ـ ولم تتوقف الحوزة النجفية عن متابعتها للمسيرة العلمية قط بل حافظت على دراساتها وعطاءاتها وواصلت الإفادة والاستفادة حتّى نهاية القرن الرابع عشر الهجري.

    وعندما نفحص تراجم العلماء الّذين عاشوا في القرن الثاني عشر في النجف الأشرف، نصل إلى أسماء كثيرة من علمائنا الكرام، ونحن نستعرض ترجمة مختصرة لهؤلاء العلماء الّذين احتفظ التاريخ بأسمائهم وبشيء من ترجمة حياتهم مراعاة للإختصار كما هو طبيعة هذا الكتاب وهم:

1 ـ الشيخ زين العابدين بن محمّد عليّ بن عباس وهو الأول من بيت زين النازح من جبل عامل إلى العراق وقطنوا النجف الأشرف وأصبح المترجم من العلماء الأعلام الأتقياء. قال المحدّث الغروي عنه في كتابه دار السلام (شيخنا ومعتمدنا الثقة الأمين) توفي عام 1167 هـ 1746م[2].

2 ـ الشيخ أحمد بن إسماعيل بن الشيخ عبدالنبيّ بن الشيخ سعد الجزائري الغروي من مشاهير علماء الشيعة. قال الشيخ عبدالنبيّ القزويني في التكملة: (كان فقيهاً ماهراً وعالماً باهراً وبحراً زاخراً ذا قوة متينة وملكة قوية) سمعت مشائخنا يثنون عليه بالفضل ويمدحونه بالفقه تشرفت بلقائه في المشهد الغروي سنة 1149هـ ووصفه الشيخ النوري في المستدرك (بخاتمة المجتهدين الاُستاذ الفاضل) صنف أكثر من عشرين كتاباً في شتى المواضيع الإسلامية منها كتاب (آيات الأحكام) توفي عام 1151 هـ 1730م[3].

3 ـ 4 ـ الشيخ حسين بن الشيخ عبدعليّ الخمايسي النجفي والأمير صالح بن عبدالواسع الحسيني الخاتون آبادي المتوفى سنة 1116 هـ وهما من مشايخ أحمد بن إسماعيل الغروي في النجف الأشرف[4].

5 ـ الشيخ شرف الدين محمّد مكي بن الشيخ ضياء الدين محمّد بن سلالة الشهيد الأول، له كتاب سفينة نوح فيه من كلّ شيء أحسنه و الروضة العلمية و الدرة المضيئة في الدعوات المأثورة عن خير البرية.

وله إجازة مبسوطة مفصلة بخطه كتبها لمحمد رضا بن عبدالمطلب التبريزي في النجف يوم الغدير عام 1178هـ على كتابه الشفاء في أخبار آل المصطفى الّذي فرغ من تأليفه في النجف الأشرف  في السابع والعشرين من شهر رجب عام 1178 هـ 1757 م وتوفي عام الإجازة نفسه[5].

6 ـ الشيخ خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين ففي الأعيان انه والد الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ولد عام 1109 هـ 1688 م وتوفي عام 1180 هـ 1759 م وفي المستدرك للمحدّث النوري كان الشيخ خضر من الفقهاء المتبتلين والزهاد المعروفين، وعلماء عصره كانوا يزدحمون على الصلاة خلفه[6].

7 ـ الشيخ محمّد مهدي بن بهاء الدين الملقب بالصالح الفتوني الغروي قال العلاّمة السيد حسن الصدر في التكملة (ولما عطّل سوق العلم في بلاد عامله لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من أحمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلى النجف وسكن بها فكان فيها شيخ الشيوخ[7]وقال السيد بحر العلوم (شيخنا العالم المحدّث الفقيه واُستاذنا الكامل المتتبع النبيه نخبة الفقهاء والمحدّثين وزبدة العلماء العاملين الفاضل البارع النحرير إمام الفقه والحديث والتفسير... أبو صالح المهدي)[8] وقال السيد نعمة الله الجزائري (عالم فاضل محدّث من أجل الأتقياء اجتمعت به في المشهد الغروي وتبركت بلقائه سلمه الله)[9]. توفي عام 1190 هـ 1769 م.

8 ـ الشيخ محمّد بن الشيخ أحمد صاحب آيات الأحكام ذكر السيد عبدالله التستري في إجازته الكبيرة المؤرخة سنة 1168 هـ 1747 م وقال بعد أن ذكر اسمه الغروي عالم مدقق كثير الذكاء والبحث يروي عن أبيه وغيره من علماء المشهد رأيته هناك وجرت معه مباحثات تدل على فضله وغزارة مادته سلمه الله[10]. له آثار مفيدة. مات بعد عام 1199 هـ 1778م.

9 ـ الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري المجاور بالنجف الأشرف حياً وميتاً[11] له كتاب آيات الأحكام ورسائل عديدة منها رسالة في الارتداد ورسالة في كيفية إقامة المسافر في البلدان[12]مات في حدود سنة 1150 هـ 1729 م[13].

10 ـ الشيخ حسين بن جابر الخمايسي النجفي من أجلاء العلماء يروي عنه الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي صاحب آيات الأحكام. توفي في النجف عام 1150 هـ 1729 م[14].

11 ـ الشيخ قاسم بن الشيخ محمّد جواد الشهير بابن الوندي من أشهر مشاهير العلماء. جاء في أمل الآمل (الشيخ قاسم الكاظمي عابد فاضل زاهد معاصر وقال صاحب رياض العلماء (وقد تشرفت بإدراك صحبته في أرض الغري) وهو من أكابر العلماء والأتقياء. توفي في الغري بعد سنة 1100 هـ[15].

12 ـ الشيخ أبو الحسن بن درويش محمّد ـ كان من العلماء الفضلاء. له رسالة في التوحيد فرغ منها في النجف سنة 1129 هـ [16].

13 ـ الشيخ أبو الرضا أحمد بن الشيخ حسن الحلي النجفي المعروف بالنحوي وبالشاعر. وفي الطليعة رحل إلى النجف بعد وفاة شيخه السيد نصر الله الحائري في كربلاء وبقي مدة فيها مات سنة 1183 [17].

14 ـ السيد أحمد القزويني جد الاُسرة القزوينية الشهيرة بالعراق في النجف والحلة كان عالماً فقيهاً جليلا ومكث في النجف حتّى نال درجة الاجتهاد ومات سنة 1199 هـ [18].

15 ـ الشيخ إسحاق الخمايسي النجفي ان آل الخمايسي طائفة علمية كبيرة في النجف الأشرف والمترجم أحد علمائها توفي سنة 1173 هـ[19].

16 ـ الشيخ حسن بن الحسين بن محي الدين الهمداني العاملي النجفى كان عالماً فاضلا أديباً جامعاً للفنون مهذباً وقوراً هيناً ليناً توفي سنة 1130 هـ[20].

17 ـ السيد الأمير حسين بن الأمير رشيد بن قاسم الحسيني النقوي كان عالماً فاضلا أديباً شاعراً تلمذ على السيد صدر الدين شارح وافية التوني توفي بكربلاء بعد سنة 1156 هـ وقبل سنة 1160 هـ[21].

18 ـ الشيخ حسن بن الشيخ محمّد بن يحيى الخمايسي النجفي وهو من علماء النجف وآل الخمايسي من البيوتات العلمية النجفية. توفي سنة 1193 هـ[22].

19 ـ الشيخ حسين بن الشيخ عبدعليّ الخمايسي النجفي كان عالماً فاضلا محققاً زاهداً من أهل المائة الثانية بعد الألف[23].

20 ـ السيد شبر بن محمّد بن تنوان بن عبدالواحد النجفي كان عالماً فاضلا محدثاً معروفاً ولد 1122 هـ وتوفي سنة 1178 هـ[24].

21 ـ المولى أبو الحسن الشريف بن محمّد طاهر الفتوني النباطي النجفي الشيخ الأعظم رئيس المحدّثين في زمانه وقدوة الفقهاء في أوانه فرغ من كتابه الفوائد الغروية والدرر النجفية في النجف في 25 المحرم سنة 1111هـ وتوفي سنة 1139 هـ[25].

22 ـ أبو النجاة السيد صادق بن عليّ الأعرجي النجفي المعروف بالفحام كان عالماً فاضلا من أجلة العلماء شاعراً أديباً ولد عام 1124 وتوفي عام 1205 [26].

23 ـ الشيخ عباس البلاغي بن حسن بن عباس الربعي النجفي عالم فاضل من تلامذة أبي الحسن العاملي. كان حياً عام 1170 هـ وتوفي بعد ذلك[27].

24 ـ السيد أبو صالح محمّد بن السيد شرف الدين إبراهيم بن زين العابدين ولد في جبع سنة 1049 هـ وتوفي عام 1113 هـ وهو من العلماء الصالحين[28].

25 ـ السيد صدر الدين محمّد باقر الرضوي القمي المجاور بالغري أفضل علماء العراق في عصره وأعمهم نفعاً وأجمعهم للمعقول والمنقول توفي سنة ألف ومائة ونيف وستين[29].

26 ـ الشيخ محمّد الدورقي النجفي من أعلام الفضلاء ومن أفراد العلماء الجامعين للمعقول والمنقول والمحققين في الفروع و الاُصول توفي سنة 1186 [30].

27 ـ السيد محمّد بن الحسين بن محمّد بن محسن بن أحمد أمير الحاج الحسيني النجفي كان  عالماً فاضلا أديباً شاعراً توفي سنة ألف ومائة ونيف وثمانين[31].

28 ـ الشيخ محمّد بن يوسف الحصري النجفي كان حياً عام 1103 هـ حيث ترك مخطوطات موجودة كتبها بيده وتاريخها يدل على أنه كان حياً في هذا العام[32].

29 ـ المولى أبو طالب بن الشريف أبي الحسن الفتوني العاملي الغروي. زميل السيد عبدالله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري الّذي هو من أعلام القرن الثاني عشر[33].

30 ـ الشيخ جواد النجفي انه من علماء النجف عاش في أواسط المائة الثانية عشرة[34].

31 ـ الشيخ عليّ بن أحمد المشهدي الغروي كان أديباً كريم الأخلاق حسن السجايا سخي النفس وكان حياً عام 1120 [35].

32 ـ الشيخ محمّد تقي بن محمّد البرغاني المعروف بالشهيد الثالث من تلامذة صاحب الرياض والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ومن أكابر علماء

عصره له مؤلفات قيمة توفي شهيداً بقزوين سنة 1163 هـ [36].

33 ـ السيد صدر الدين محمّد باقر الرضوي أفضل علماء العراق في عصره وأعمهم نفعاً وأجمعهم للمعقول والمنقول جاور النجف وصار مفتياً للمجاورين والزائرين توفي سنة 1165م[37].

34 ـ الشيخ محي الدين الطريحي كان عالماً فاضلا أديباً شاعراً ومن الواضح أن آل الطريح من الاُسر العلمية النجفية توفي سنة 1148 هـ [38].

وهناك أسماء كثيرة لعلمائنا في هذه الفترة قد درسوا وعلّموا في النجف الأشرف ولكننا لم نصل إليها أو أن التاريخ لم يسجل تلك الأسماء العطرة وذهبت أدراج الرياح.

 

--------------------------------------------------------------------------

[1] بحثنا عن أعلام النجف الأشرف في القرون الماضية في جميع الكتب الّتي تتولى تراجم العلماء. وأما بالنسبة إلى القرون التالية فاقتصرنا في عملية التفتيش والفحص على خصوص الكتب الّتي تبحث عن أحوال جميع علماء الشيعة مثل روضات الجنّات و أعيان الشيعة و معارف الرجال وأخرجنا العلماء النجفيين منهم لصعوبة الوقوف عليهم من خلال هذه الموسوعة الكبيرة وتركنا عرض علمائنا الأبرار النجفيين المترجمين في كتب خاصة بالبحث عنهم مثل كتاب ماضي النجف وحاضرها و شعراء الغري و رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف وذلك للمحافظة على اختصار هذا الكتاب أولا وتيسرالوقوف على معرفة علمائنا العظام النجفيين في القرون الأخيرة من خلال مراجعة هذه الكتب المذكورة الموجودة في معظم المكاتب الإسلامية والعربية.  وسنفرد ـ بعون الله تعالى ـ لـ موسوعة النجف الأشرف كتاباً عن خصوص علماء النجف الأشرف ونعرض حياتهم المباركة من الكتب الّتي تحدثت عنهم بكل فخر واعتزاز إن شاء الله تعالى.

[2] ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثاني ص 324.

[3] ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثاني ص 81.

[4] ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثاني ص 81.

[5] ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثاني ص 411.

[6]أعيان الشيعة ـ المجلد السادس ص 324 ط دار التعارف بيروت.

[7]ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثالث ص 53.

[8]ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثالث ص 53.

[9]ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثالث ص 53.

[10]ماضي النجف وحاضرها، المجلد الثاني ص 92.

[11] روضات الجنات، المجلد الأول ص 86.

[12] روضات الجنات، المجلد الأول ص 86.

[13] أعيان الشيعة ـ المجلد الخامس ص 465 ط دار التعارف بيروت.

[14] رياض العلماء، المجلد الرابع ص 398.

[15] أعيان الشيعة ـ المجلد الثاني ص 326 ط دار التعارف بيروت.

[16] أعيان الشيعة ـ المجلد الثاني ص 499 ط دار التعارف بيروت.

[17] أعيان الشيعة ـ المجلد الثالث ص 102 ط دار التعارف بيروت.

[18] أعيان الشيعة ـ المجلد الثالث ص 270 ط دار التعارف بيروت.

[19] أعيان الشيعة ـ المجلد الخامس ص 57 ط دار التعارف بيروت.

[20] أعيان الشيعة ـ المجلد السادس ص 15 ط دار التعارف بيروت.

[21] أعيان الشيعة ـ المجلد السادس ص 168 ط دار التعارف بيروت.

[22] أعيان الشيعة ـ المجلد السادس ص 66 ط دار التعارف بيروت.

[23] أعيان الشيعة ـ المجلد السابع ص 330 ط دار التعارف بيروت.

[24] أعيان الشيعة ـ المجلد السابع ص 342 ط دار التعارف بيروت.

[25] أعيان الشيعة ـ المجلد السابع ص 342 ط دار التعارف بيروت.

[26] أعيان الشيعة ـ المجلد السابع ص 360 ط دار التعارف بيروت.

[27] أعيان الشيعة ـ المجلد السابع ص 432 ط دار التعارف بيروت.

[28] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 59 ط دار التعارف بيروت.

 

[29] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 182 ط دار التعارف بيروت.

[30] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 195 ط دار التعارف بيروت.

[31] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 259 ط دار التعارف بيروت.

[32] أعيان الشيعة ـ المجلد العاشر ص 99 ط دار التعارف بيروت.

[33] أعيان الشيعة ـ المجلد الثاني ص 295 ط دار التعارف بيروت.

[34] أعيان الشيعة ـ المجلد الرابع ص 295 ط دار التعارف بيروت.

[35] أعيان الشيعة ـ المجلد الثامن ص 156 ط دار التعارف بيروت.

[36] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 197 ط دار التعارف بيروت.

[37] أعيان الشيعة ـ المجلد التاسع ص 182 ط دار التعارف بيروت.

[38] أعيان الشيعة ـ المجلد العاشر ص 114 ط دار التعارف بيروت.