مكارم
الأخلاق
تأليف الشيخ الجليل رضي
الدين أبي نصر
الحسن بن الفضل الطبرسي
رحمه الله
من أعلام القرن السادس
قدم له
العلامة الجليل السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة المؤلّف
والتعريف بالكتاب:
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد
وآله الطاهرين.
وبعد، ليس من شك أنّ الإنسان في الحياة في صراع
دائم بين عاملين لا ثالث لهما: عامل الخير وعامل الشر، وكثيراً ما
ينساق مع أحدهما بدافع داخلي أو مؤثر خارجي.
ولمّا كان الدين الإسلامي ـ وهو دين الله الخالص
ـ من أهم أهدافه وقاية الإنسان من نوازع الشرّ ببيان ضرره والتحذير
منه، وبالتالي دعوة الّذين انزلقوا في مهاويه إلى الرجوع نحو الطريقة
المثلى وهي الإستقامة على الطريق الواضح، فقد عالج ذلك بشتى الوسائل
الترغيبية الّتي تستهوي الأنفس، أو العوامل الترهيبية الّتي تؤثر في
الأعماق، كلّ ذلك حرصاً على صلاح الإنسان.
ولم يقف الهدف عند هذا فحسب إذ لم يكن كلّ ما
أراده الدين من الفرد المسلم أن يكون هو مستقيماً في حياته فقط ولا
يهمه إلاّ صلاح نفسه، بل انّ الهدف أسمى والغاية مثلى، إذ أراد تعميم
الدعوة وتظافر الجهود بين أفراد المجموعة بنقل مساعيهم الفردية إلى
أجواء أوسع ليتم عن طريقها صلاح المجتمع، وهو أجدى للجميع وأنفع.
وهذه الغاية وهذا الهدف هو الّذي أهاب بالأفراد
الصالحين أن ينقلوا جهودهم إلى رحاب مجتمعهم، داعين إلى ربّهم بالحكمة
والموعظة الحسنة، فكانوا مصلحين.
وكان من وسائل الإصلاح التهذيبية هي تلك
المجموعة الطيبة من الكتب القيّمة الّتي عالجت كثيراً من مشاكل الحياة
على ضوء الحلول في الدين بكلّ بساطة ووضوح ليستفيد منها أكبر عدد ممكن
من الناس.
وكان من اُولئك المصلحين ومن تلك الكتب هو الشيخ
الجليل رضي الدين الطبرسي وكتابه مكارم الأخلاق، فقد ساهم المؤلّف من
زاوية التأليف في اصلاح المجتمع، فقدّم له كتابه (مكارم الأخلاق) الّذي
لاقى اعجاباً واستحساناً من الناس أكثر من ثمانية قرون منذ حياة مؤلّفه
في القرن السادس الهجري وحتّى يومنا الحاضر، ولقد طبع من أوّل القرن
الرابع عشر وحتّى اليوم أكثر من عشر مرات، والحديث عن طبعاته ذو شجون
ستأتي الإشارة إليه، ومهما يكن فإنّ في تكرار طبع الكتاب دليل الإقبال
عليه والرغبة فيه، وبالتالي فهو يدلّ على صدق مؤلّفه في نيّته وإخلاصه
في دعوته.
ونظراً لكثرة الطلب عليه، والتساؤل عنه وعزّة
نسخه الصحيحة، فقد بادر الأخ الشيخ محمّد كاظم الكتبي سلّمه الله إلى
اعادة طبعه، وطلب إليَّ تقديمه إلى القرّاء اُسوة بما سبق من منشوراته
الّتي وفّقت في تقديمها، والحمد لله.
وقد أجبته داعياً له بالموفقية، مشاركة منّي في
هذه الخدمة، ومن الله تعالى أرجو دوام التوفيق لي وله إنّه سميع مجيب.
1 ـ مؤلّف
الكتاب:
الشيخ الإمام الأجل السعيد رضي الدين، أمين
الإسلام والمسلمين، حجّة الخلق أبو نصر الحسن بن الفضل بن الحسن
الطبرسي(1) نوّر الله حفرته، وحشره مع مواليه الطاهرين(2)، «عالم فاضل،
محدّث جامع متبحّر في العلوم الإسلامية، أشهر كتبه كتاب مكارم
الأخلاق»(3) «فاضل كامل، فقيه محدّث جليل»(4).
بهذه الفقرات أثنى عليه مترجموه، ولم تجد
المصادر المعنية بمعلومات كافية عن حياة هذا العالم الجليل، فهي لم
تذكر شيئاً عن ولادته ولا عن نشأته ولا عن سنة وفاته، وما ذكرته بعض
المصادر في أ نّها كانت سنة (548 هـ) بسبزوار وحمل نعشه إلى المشهد
الرضوي بطوس فدفن هناك، فإنّما ذلك مذكور في ترجمة أبيه الشيخ أبي عليّ
أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي الشيخ الجليل، المفسّر الشهير،
صاحب (مجمع البيان) وغيره في التفسير، وإعلام الورى وغيره(5).
كما لم تذكر أسماء شيوخه الّذين أخذ عنهم سوى
أبيه، ولا عن تلامذته إلاّ رواية الشيخ مهذب الدين الحسين بن ردة
النيلي.
فلابدّ اذن من الرجوع إلى كتابه (مكارم الأخلاق)
نستجلي من ثنايا سطوره وتضاعيف أبوابه معالم شخصية المؤلّف(رحمه الله)،
وقد رجعنا إلى الكتاب فقرأناه قراءة استجواب عن شخصية مؤلّفه فيه،
فأحاطنا بما يلي:
أوّلا: سبب تأليف الكتاب وتسميته:
فقد ألّف كتابه تقرّباً إلى الله تعالى بمحبّة
نبيّه الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّ محبته(صلى الله عليه وآله
وسلم)الوسيلة إلى رضوان الله تعالى، وتأسّياً بسنّته(صلى الله عليه
وآله وسلم) واقتفاءاً لأثره جعل كتابه هذا منبثقاً من سيرته وسنّته،
ومنطلقاً من قاعدة العلم ثمّ العمل، لأنّ العلم بالشيء مقدّم على العمل
به، ومشتملا على مكارم أخلاقه(صلى الله عليه وآله وسلم) ومحاسن آدابه،
وما أمر به اُمّته، وقوفاً عند قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّما
بعثت لاُتمم مكارم الأخلاق»(6)، ومن هذا الحديث الشريف أخذ اسم الكتاب
(مكارم الأخلاق).
ثانياً: مصادر الكتاب:
لقد جمع مادّة كتابه من القرآن الكريم، ومن
مصادر معتبرة موثوق بها، توفّرت لديه، زادت على الثلاثين فيما أحصيته،
وها هي مرتبة على الحروف الهجائية:
1 ـ أمالي السيّد أبي طالب يحيى بن الحسين
الهاروني الحسني العلوي (ت 424 هـ).
2 ـ أمالي الشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن
بابويه الصدوق (ت 381 هـ)(7).
3 ـ أمالي الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي
(ت 460 هـ).
4 ـ البصائر: بصائر الدرجات، الشيخ أبي جعفر
محمّد بن الحسن الصفّار (ت 290 هـ).
5 ـ تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي الآنف الذكر(8).
6 ـ ثواب الأعمال للشيخ الصدوق الآنف الذكر(9).
7 ـ الجامع لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن محبوب
الأشعري القمي.
8 ـ جوامع الجامع: وهو التفسير الوسيط، من
تفاسير والده الطبرسي الثلاثة(10).
9 ـ الخصال للشيخ الصدوق الآنف الذكر(11).
10 ـ روضة الواعظين: للشيخ أبي عليّ محمّد بن
الحسن الفتّال النيسابوري الفارسي(12).
11 ـ الرياض، أخرج عنه في أخلاق النساء المذمومة
ولم يذكر مؤلّفه، والمظنون عندي أ نّه كتاب الرياض للشيخ أبي سعيد
إسماعيل بن عليّ السمان معاصر السيّد المرتضى والشيخ الطوسي كما في
الذريعة.
12 ـ زهد أميرالمؤمنين(عليه السلام) للشيخ
الصدوق الآنف الذكر.
13 ـ زهد الصادق(عليه السلام) له أيضاً.
14 ـ شرف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، لم
أعثر في كتب الفهرسة على اسم هذا الكتاب بين أسماء الكتب، وأظن قويّاً
أ نّه كتاب «شرف النبوة» لأبي سعيد الخركوشي (ت 406 هـ) فهو من كتب
الأحاديث(13).
15 ـ صحيفة الرضا(عليه السلام)، ويعبّر عنها
بمسند الرضا(عليه السلام) كما في مجمع البيان، ولها أسانيد كثيرة متصلة
بالإمام أبي الحسن الرضا(عليه السلام)(ت 203 هـ)، ومنها إسناد لوالد
المؤلّف الشيخ الطبرسي، فانّه كما في نسخة الشيخ الحر العاملي، وقد
أخرج عنها في موسوعته الكبرى «الوسائل» هكذا:
«أخبرنا الشيخ الإمام العالم الراشد أمين الدين
ثقة الإسلام أمين الرؤساء أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي أطال الله
بقاءه في يوم الخميس غرة شهر الله الأصم رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة،
قال: أخبرنا الشيخ الإمام السعيد الزاهد أبو الفتح عبدالله بن
عبدالكريم بن هوازن القشيري أدام الله عزّه قراءة عليه داخل القبّة
الّتي فيها قبر الرضا(عليه السلام) غرة شهر الله المبارك سنة احدى
وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم أبو الحسن عليّ بن محمّد
الحاتمي الزوزني قراءة عليه سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن عبدالله بن محمّد بن هارون الزوزني بها، قال: أخبرني
الشيخ أبو بكر محمّد بن عبدالله بن محمّد حفدة العباس بن حمزة
النيشابوري سنة سبع، وفي نسخة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو
القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة، قال: حدّثني أبي في
سنة ستين ومائتين، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا(عليه
السلام) سنة أربع وتسعين ومائة ممّا أورده في مؤلّفه المعنون بصحيفة
أهل البيت(عليهم السلام)... الخ»(14).
16 ـ طب الأئمّة: برواية أبي عتّاب عبدالله بن
سابور الزيّات، والحسين ابني بسطام(15).
17 ـ عيون الأخبار: عيون أخبار الرضا(عليه
السلام)، للشيخ الصدوق الآنف الذكر(16).
18 ـ الفردوس، لأبي شجاع شيرويه بن شهريار
الديلمي (ت 509 هـ)(17).
19 ـ كتاب الحسن بن محبوب، ويعرف بالمشيخة، قال
ابن إدريس في مستطرفات السرائر: وهو كتاب معتمد.
20 ـ كتاب محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني،
وهو من مشايخ الصدوق الآنف الذكر.
21 ـ كتاب اللباس لأبي النضر محمّد بن مسعود بن
عيّاش السلمي السمرقندي.
22 ـ مجمع البيان التفسير الكبير لوالد المؤلّف.
23 ـ مجموع الآداب: الآداب الدينية للخزانة
المعينية، لوالد المؤلّف أيضاً(18).
24 ـ مجموعة جامعة في الأدعية، لوالد المؤلّف
أيضاً.
25 ـ المحاسن للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمّد بن
خالد البرقي(19).
26 ـ مسموعات السيّد ناصح الدين أبي البركات
المشهدي.
27 ـ مناقب الرضا(عليه السلام).
28 ـ من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق الآنف
الذكر(20).
29 ـ مواليد الصادقين(عليهم السلام).
30 ـ النبوة.
31 ـ النجاة.
32 ـ نوادر الحكمة: للشيخ أبي جعفر محمّد بن
أحمد بن يحيى الأشعري القمي وهو كتاب حسن كبير.
هذه هي المصادر الّتي جمع منها مادّة كتابه
مكارم الأخلاق، وإذا استأنسنا في المقام بما ذكره الحافظ الحمويني في
كتابه (فرائد السمطين) في أخبار المهدي «عجل الله فرجه الشريف» حيث
قال:
«أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن
المطهّر الحلي فيما كتب لي بخطّه رحمه الله تعالى أنّ الشيخ الكبير
الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبدالله الحسين بن أبي الفرج بن ردة
النيلي أنبأه عن الحسن بن أبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي إجازة
بروايته عن والده جميع رواياته وتصانيفه... الخ»(21)، وبقائمة شيوخ أبي
عليّ الطبرسي في الرواية(22) أمكننا القول أنّ كلّ تلك المصادر يرويها
مؤلّف مكارم الأخلاق عن مؤلّفيها بحقّ روايته عن والده(رحمه الله)
المتصل إسناده بأصحابها رحمهم الله.
ثالثاً ـ زمن تأليف الكتاب:
تدلّ بعض النصوص في الكتاب على زمن تأليفه، وإن
لم يحدد ذلك تحديداً تامّاً، ففي أدعيته المتكررة لأبيه بطول العمر
ودوام البقاء ما يدلّ على أ نّه ألّف الكتاب في حياته كما:
1 ـ الفصل الثالث من الباب السابع في آداب الأكل
قال: من مجموع في الآداب لمولاي أبي طوّل الله عمره...
2 ـ في الفصل السابع من الباب الثامن في العقيقة
وما يتعلّق بها قال: من كتاب الآداب لمولاي أبي أطال الله عمره(23).
3 ـ في أوّل الباب التاسع قال: من مجموعة في
الآداب لمولاي أبي طوّل الله عمره...
4 ـ في أوّل الباب العاشر قال: إنّ لمولاي وولي
نعمتي أبي طوّل الله عمره ومتّع المسلمين بطول بقائه مجموعات جامعة...
وهذا يدلّ على أ نّه ألّف كتابه في حياة أبيه،
ونقل عن كتبه وهو حي، يدعو له الولد بطول العمر، ولمّا كانت وفاة أبيه
سنة (548 هـ) فيكون زمن تأليف الكتاب هو النصف الأوّل من القرن السادس
الهجري.
هذه هي النقاط الّتي تيسّرت لي معرفتها بمراجعة
الكتاب، وهي نقاط تكشف عن جوانب ذات أهمّية في حياة المؤلّف.
فهو في سبب تأليفه من أحسن الناس الّذين يحبّون
الخير ويعملون من أجله، متخذاً من سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله
وسلم) وسنّته هدى يسير عليه في حياته، مستنيراً في عمله بنور ذلك
الهدى، فألّف كتابه على ضوء أشعته ليكون له زلفى عند الله تعالى وذريعة
إلى رضوانه.
ولقد كان موفقاً كلّ التوفيق في اختيار اسم
كتابه حيث اقتبسه من الحديث النبوي الشريف «إنّما بعثت لاُتمم مكارم
الأخلاق».
وهو في مصادر كتابه عالم له خبرة بما يقتضيه نهج
التأليف، واحاطة بما يلزمه من مصادر تمتّ إلى موضوعه، وهو مطلع اطلاعاً
حسناً على ما ضمّته تلك المصادر من مادّة قيّمة ليجمع منها مادّة كتابه
الاُولى.
وهو بعد ذلك خبير في الإنتقاء والترتيب، بصير في
الإصطفاء والتهذيب موفّق في الجمع والتبويب.
وأخيراً وفي معرفة زمن تأليفه الكتاب يظهر نبوغه
واجتيازه مراحل الدرس والتحصيل إلى مرحلة التأليف.
هذا ما حصلت عليه من نفس الكتاب، أمّا ما عثرت
عليه من نتف تكمل ما سبق وتساعد على معرفة بعض الجوانب العلمية الاُخرى
فهي:
1 ـ شيوخه: ذكرت المصادر المعنية أ نّه يروي عن
والده أمين الإسلام الشيخ أبي عليّ الطبرسي(رحمه الله)، وهو عالم شهير
سبق أن عرّفناه في مقدّمة كتابه إعلام الورى.
وقد ذكرنا هناك(24): أنّ والده ألّف كتابه
الأوسط في التفسير (جوامع الجامع) بإسمه لأ نّه التمسه على ذلك، فقد
قال في مقدّمته: اقترح عليَّ من حل منّي محل السواد من البصر، وسويداء
الفؤاد، ولدي أبو نصر الحسن أحسن الله نصره، وأرشد أمري وأمره، أن
أجرّد من الكتابين(25) كتاباً ثالثاً يكون مجمع بينهما ومحجر عينهما،
يأخذ بأطرافهما ويتصف بأوصافهما، ويزيد بأبكار الطرائف، وبواكر اللطائف
عليهما، فيتحقق ما قيل: إنّ الثالث خير، فانّ الكتب الكبار قد يشق على
الشاري حملها، ويثقل على الناقل نقلها، فأكثر أبناء الزمان تقصر هممهم
عن احتمال أعباء العلم الثقيلة والأجراء في حياته المديدة الطويلة،
فاستعفيته من ذلك مرّة بعد اُخرى، لما كنت أجده في نفسي من ضعف البنية
ووهن القوّة، فلقد ذرفت على السبعين سنيّاً، وبلغت من الكبر عتيّاً...
فأبى إلاّ المراجعة فيه والعود والإستشفاع بمن لم أستجز له الرد، فلم
أجد بدّاً من صرف وجه الهمّة إليه...(26).
وقد أجازه أبوه بجميع رواياته وتصانيفه كما صرّح
بذلك الحافظ الحمويني في كتابه الجليل (فرائد السمطين) وقد سبقت
الإشارة إليه.
ولم يذكر مترجموه عن شيوخه الآخرين شيئاً، على
أ نّه لا شك في سماعه من مشايخ آخرين غير أبيه، وفي نقله عن مسموعات
السيّد ناصح الدين أبي البركات المشهدي ما يشعر بسماعه منه وروايته
عنه، فيمكن عدّه من مشايخه في الرواية أيضاً، وقد وصفه في أوّل الفصل
الخامس من الباب التاسع بالسيّد الإمام، وكذا ورد وصفه في مشكاة
الأنوار(27) وهو وصف مشعر بالفضل والوجاهة.
2 ـ الرواية عنه: ذكر أنّ الشيخ مهذّب الدين
الحسين بن ردة النيلي يروي عن المؤلّف كما في أمل الآمل(28) وغيره.
وصرّح به أيضاً الحافظ الحمويني في فرائد
السمطين، وقد مرّت الإشارة إلى سنده فراجع.
3 ـ شهرة كتابه في حياته: يظهر من مقدّمة ولده
لكتابه مشكاة الأنوار أنّ كتاب والده (مكارم الأخلاق) انتشرت نسخته في
حياة مؤلّفه واستحسنه أهل الآفاق، ومعلوم أنّ انتشار الكتاب يومئذ لم
يكن إلاّ عن طريق روايته وتكثير نسخه بواسطة الإملاء والإستملاء ونحوه.
وهذا يدلّنا على أنّ مؤلّفنا لمّا فرغ من تأليف
كتابه جاد به بسخاء لمن يروم الإنتفاع به فأقبل عليه أهل بلده، واشتهر
بينهم حتّى تجاوز ذكره إلى الآفاق، ووصلت نسخته إليهم فأقبلوا عليه
بكلّ رغبة، وأبدوا اعجابهم به واستحسانهم له، وهذا ما لخّصه ولده
بقوله:
«وبعد، فإنّ مولاي ووالدي الشيخ الإمام الأجل
السعيد رضي الدين أمين الإسلام والمسلمين حجّة الخلق أبا نصر الحسن بن
الفضل بن الحسن الطبرسي نوّر الله حفرته وحشره مع مواليه الطاهرين لما
جمع كتاب مكارم الأخلاق واستحسنه أهل الآفاق، ابتدأ بتصنيف كتاب آخر
جامع لسائر الأحوال حلو لمحاسن الأفعال، واختار في ذلك المعنى كثيراً
من الأخبار المروية المنتقاة من مشاهير كتب أصحابنا رضي الله عنهم
أجمعين، ولم يتيسّر له إتمامه وأدركه حمامه...
وهذا النص يدلّ أيضاً على ابتداء المؤلّف بتصنيف
آخر أوسع وأجمع لكنه لم يتمّه.
فالمؤلّف لم يبق له من أثر سوى كتابه (مكارم
الأخلاق) وليست العظمة في كثرة الآثار، إنّما العظمة في الأثر النافع،
كما أنّ الخلود ليس في وجود الأثر فحسب، بل سر الخلود هو في إخلاص
صاحبه، ومؤلّفنا قد رزق التوفيق في عظمته بأثره النافع، وخلد حتّى
اليوم وما دام لكتابه اسم في صفحة الوجود، لأ نّه كان مخلصاً في
تأليفه.
2 ـ كتاب مكارم
الأخلاق:
لاشك أنّ في اختيار الأسماء الحسنة تأثيراً في
النفس يبعث على الإرتياح والإنشراح، واسم (مكارم الأخلاق) هو من تلك
الأسماء الحسنة الّتي تهفو إليها النفوس، فاستهوى غير واحد ممن ألّف في
موضوع الأخلاق فسمى تأليفه به، ولعلّ السر في اختيار هذا الإسم مضافاً
إلى وقعه المحبوب هو إنبثاقه من مصدر كريم، وذلك قوله(صلى الله عليه
وآله وسلم): «إنّما بعثت لاُتمم مكارم الأخلاق»...
ولعلّ أوّل من استهواهم هذا الاسم وسمّوا كتبهم
به هو أبو بكر عبدالله بن محمّد، المعروف بابن أبي الدنيا (ت 281 هـ)
فقد اختاره اسماً لبعض كتبه فسماه (مكارم الأخلاق).
وكلّ الكتب الّتي سميت بذلك فهي لمؤلّفين
متأخّرين عن ابن أبي الدنيا زمناً، كابن بلال ـ هلال ـ والخرائطي وابن
الصبّاغ، ومؤلّفنا الطبرسي، وپير محمّد دده وغيرهم.
لكنّ الكتاب الوحيد من بين كتب مكارم الأخلاق
الّذي كتب له التوفيق التام في الشهرة والخلود منذ عصر مؤلّفه وحتّى
يومنا الحاضر هو كتابنا هذا، فإنّه ما زال موضع الإعجاب والتقدير لما
فيه من متعة، وتهذيب للنفس...
وبمقدار ما حازه من توفيق وقبول فقد امتدت إلى
حريمه يد أثيمة، فاعتدت عليه ولعبت به كما شاء لها الهوى، فحرّفت
كثيراً من الكلم عن مواضعه، وزادت فيه ونقصت منه بغير رضى جامعه، فلم
تراع للمؤلّف كرامة ولا للكتاب حرمة ولا للأمانة ذمّة.
(وَلَيَحْمِلُنَّ أثْقَالَهُمْ وَأثْقَالا مَعَ
أثْقَالِهِمْ وَلَـيُسْألُنَّ يَوْمَ القِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا
يَفْتَرُونَ)(29).
يعز عليَّ وأنا اُقدّم لكتاب يبحث مكارم الأخلاق
وتهذيب النفوس أن أطرق أبواب الحديث عن خيانة بعض ممّن دسوا أنوفهم بين
صفوف الناشرين النبلاء الاُمناء على ودايع العلم وآثار العلماء، فبذلوا
أموالهم وضاعفوا جهودهم في صيانة التراث الإسلامي من الضياع، فقاموا
بنشره بكلّ أمانة وإخلاص بين جمهرة القرّاء.
عزَّ عليَّ أن أتحدّث بما يحز في النفس ويبعث
الألم عن تلك الفئة الّتي تعامت عن كلّ مقاييس الفضيلة حين فقدت أغلى
وأعلى رصيد في هذه الحياة الدنيا وهي الأمانة، والأمانة ليست ملكاً
لأحد بعينه، ولا هي وقف على جماعة دون آخرين، بل هي أينما وجدت دليل
العفة وعنوان الثقة، وهي تنبئ عن نزاهة النفس وطهارة الضمير.
فإذا ما تخلى عنها إنسان أو فقدها قوم، فلا مناص
من القول بأ نّه خان وخانوا مهما كان وأيّاً كانوا.
وإنّ من فاحش الظلم وقبيح الخيانة تحريف الكلم
عن مواضعه، فإنّه خيانة للمؤلّف في تأليفه، وللقارئ في أداء الأمانة
إليه، على أ نّه لو علمت تلك الفئة أ نّها أساءت بفعلتها النكراء إلى
نفسها قبل أن تسيئ إلى المؤلّف الّذي خانته في كتابه، أو القارئ في
أداء التراث مشوشاً ومشوهاً إليه، بل وقبل أن تسيئ إلى التاريخ في طمس
حقيقة فهم المؤلّف والكتاب، فإنّها حرمت نفسها الثقة، وهي الرصيد
الغالي لعملها في الحياة، مضافاً إلى ما تعرضت له من سوء الأحدوثة وعسر
الحساب في يوم الحساب: (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أيْدِيهِمْ
وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)(30).
وإنّ تشويه الحقيقة في آن لا يطمسها الدهر كلّه،
ولن تبقى مشوهة أبداً، ولابدّ أن تثأر لنفسها، فتنتصر على واقعها دون
أي زيف أو بهرجة...
وقد آن لحقيقة كتابنا أن تثأر لنفسها وتظهر
واقعها مجردة عن كلّ نكر وتخريف وتصحيف وتحريف وزيادة ونقصان.
الطبعات المصرية:
لقد طبع هذا الكتاب بمصر عدة طبعات كلّها
محرّفة، وإلى القارئ أسماء المطابع مع سني الطبع الّتي طبع بها الكتاب:
1 ـ مطبعة بولاق سنة (1300 هـ) وبهامشه الوسيلة
العظمى لپير محمّد دده.
2 ـ المطبعة الخيرية سنة (1303 هـ) في 114 صفحة.
3 ـ مطبعة مصطفى محمّد سنة (1304 هـ).
4 ـ مطبعة أحمد البابي الحلبي سنة (1306 هـ).
5 ـ المطبعة العثمانية سنة (1311 هـ) في 158
صفحة.
6 ـ المطبعة الميمنية سنة (1311 هـ) في 166
صفحة، وبهامشه تهذيب الأخلاق لابن مسكويه.
7 ـ المطبعة الميمنية سنة (1318 هـ) في 168
صفحة.
8 ـ مطبعة البابي الحلبي وأولاده سنة (1369 هـ)
في 216 صفحة، وبهامشه الوسيلة العظمى، والغريب المضحك ـ وشرّ البليّة
ما يضحك ـ أ نّه كتب عليها (الطبعة الاُولى)، وأظن إنّما كتب عليها ذلك
لما أثبت في آخرها في ص 212 تم طبع مكارم الأخلاق... مصححاً بمعرفة
لجنة من العلماء برئاسة الشيخ أحمد سعد عليّ.
لقد طبع هذا الكتاب بمصر منذ سنة (1300 هـ)
وحتّى سنة (1369 هـ) وكلّ تلك الطبعات المتعددة لم يذكر ناشروها على
اختلافهم الأصل الّذي اعتمدوه في نشر الكتاب.
ونظراً لاشتراكها جميعاً في سيئة التحريف يمكن
القول باعتماد اللاحق على السابق، وكان الأصل في جميعها هي طبعته
الاُولى سنة (1300 هـ) إذ لم أعثر على ذكر أقدم منها تاريخاً.
وقد يؤيّد هذا القول بوجود أخطاء مطبعية وغيرها
على حالها في سائر الطبعات، فالعيّاشي في موطنين ـ العبادشي ـ، ومن لا
يحضره الفقيه دائماً ما لا يحضره الفقيه، وشعيب العقرقوفي، القرقوفي،
وعليّ بن أسباط عليّ بن أشباه ونحوها كثير.
ولمّا توالت طبعاته الاُولى وانتشرت نسخه في
أرجاء العالم الإسلامي ومنها العراق، واطّلع عليها العلماء الأعلام،
وكانت لديهم عدة نسخ مخطوطة من الكتاب فقارنوا بينها وبين المطبوع
فرأوا تحريفاً شائناً وخيانة عظمى لا يصح السكوت عليها، فرفعوا ذلك إلى
المرجع الديني في عصره الإمام الشيرازي (ت 1312 هـ) فأمر بإعادة طبعه
بعد مقابلته على ست نسخ خطية لتقويم النص من الأود ونبذ الفضول.
وتولى جماعة من الفضلاء القيام بذلك، وقد سجّل
الشيخ الفاضل الشيخ محمود بن الملاّ صالح البروجردي موارد ما عثر عليه
من زيادة ونقيصة في هامش النسخة المطبوعة على الحجر بايران سنة (1314
هـ) وهي خدمة مشكورة ويد بيضاء، ولدى مراجعتي للموارد المشار إليها
عثرت على موارد اُخرى زاغ عنها بصر الفاضل البروجردي، أو لم تكن في
النسخة الّتي راجعها من مطبوعة مصر.
أمّا النسخ الّتي رجعت إليها من مطبوعات مصر فهي
طبعة الميمنية سنة (1311 هـ)، وطبعة البابي الحلبي وأولاده سنة (1369
هـ)، وإليها الإشارة في تعيين الصفحات في الجدول الآتي:
الطبعة طبعة
الميمنية الحلبي
1311 |
1369 |
الباب |
الفصل |
الموضوع |
المحذوف |
17 |
21 |
2 |
3 |
السواك |
ما روي في السبحة من طين قبر
الحسين(عليه السلام). |
45 |
56 |
7 |
1 |
الأكل والشرب |
ما روي عن أبي الحسن موسى
الكاظم(عليه السلام). |
56 |
70 |
7 |
9 |
بعد الغسل |
أحاديث في طين قبر الحسين(عليه
السلام). |
57 |
71 |
7 |
10 |
الفواكه |
ما روي عن ابن عباس عنه(صلى
الله عليه وآله وسلم). |
58 |
73 |
7 |
10 |
العنّاب |
ما روي عن الصادق(عليه السلام).
|
59 |
74 |
7 |
11 |
الهندباء |
الحديث الخامس عن الصادق(عليه
السلام). |
59 |
74 |
7 |
11 |
الكرّاث |
5 أحاديث فيه. |
60 |
76 |
7 |
11 |
الثوم |
ما روي فيه عن الباقر أوّل
الباب. |
63 |
80 |
7 |
13 |
اللبن |
حديث يحيى بن عبدالله. |
70 |
88 |
8 |
4 |
آداب الزفاف |
حذف كلمة يا عليّ من جميع
الوصية. |
77 |
97 |
8 |
8 |
الختان |
شطر من مكاتبة الحميري وجميع
الجواب. |
80 |
100 |
8 |
10 |
نوادر النكاح |
حذف جميع السند ووضع مكانه جملة
(عن الزهري) وهي متعلقة بذيل الحديث السابق، حيث فسّر الثلة بالصوف. |
81 |
101 |
9 |
1 |
السفر |
ما روي عن أبي جعفر(عليه
السلام) في يوم الخميس ونسب بعد ذلك إلى أنس بن مالك. |
81 |
102 |
9 |
1 |
السفر |
مروية عن الصادق(عليه السلام). |
81 |
102 |
9 |
1 |
السفر |
من كتاب عيون الأخبار. |
81 |
102 |
9 |
1 |
السفر |
حديث أبي أيوب في نحوسة يوم
الاثنين. |
86 |
108 |
9 |
5 |
حفظ المتاع |
حديث مسموعات السيّد أبي
البركات في طين قبر الحسين(عليه السلام). |
93 |
118 |
10 |
2 |
|
فيما يختص بالصباح
حذف سند الأحاديث 2،3،4 وفيها تحريف كثير. |
94 |
119 |
10 |
2 |
أعقاب الفرائض |
ما يتعلق بتسبيح الزهراء(عليها
السلام) وولاية أهل البيت(عليهم السلام). |
94 |
119 |
10 |
2 |
أعقاب الفرائض |
حديث الثقفي في طين قبر الحسين
وحديث الحسن بن محبوب. |
94 |
120 |
10 |
2 |
أعقاب الفرائض |
جملة: من مسموعات السيّد ناصح
الدين أبي البركات. |
95 |
120 |
10 |
2 |
أعقاب الفرائض |
جميع حديث هلقام بن أبي هلقام. |
102 |
128 |
10 |
2 |
القول عند
سماع القرآن |
حذف وزيادة وتحريف. سماع القرآن |
102 |
130 |
10 |
2 |
تعقيب الفجر |
جميع ما ورد من تسبيح فاطمة
والسبحة من تربة الحسين(عليه السلام). |
106 |
135 |
10 |
3 |
الصلاة على
النبي (ص) |
رواية أبي بصير وزيد بمكانها
آية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة عليه. |
107 |
136 |
10 |
3 |
الاستغفار والبكاء |
رواية إسماعيل بن سهل والّتي
بعدها. |
107 |
136 |
10 |
3 |
البكاء |
روايتان في البكاء على أهل
البيت. |
107 |
137 |
10 |
3 |
البكاء |
رواية بكاء الحسن(عليه السلام)
عند موته. |
107 |
137 |
10 |
3 |
البكاء |
رواية الباقر عن عبادة أبيه زين
العابدين(عليه السلام). |
110 |
140 |
10 |
4 |
الاستخارة |
صلاة القرعة في المصحف. |
110 |
140 |
10 |
4 |
الاستخارة |
رواية اليسع القمي عن تهذيب
الأحكام. |
110 |
140 |
10 |
4 |
الاستخارة |
طلب الحاجة عن
أميرالمؤمنين(عليه السلام). |
111 |
141 |
10 |
4 |
الاستخارة |
في صلاة الحاجة عن الرضا(عليه
السلام) إذا حزنك أمر شديد الخ. |
112 |
142 |
10 |
4 |
نوادر الصلوات |
صلاة المكروب الاُولى وبعدها
صلاة الإستغاثة بالبتول(عليها السلام). |
112 |
143 |
10 |
4 |
نوادر الصلوات |
صلاة الغياث عن أبي عبدالله. |
112 |
144 |
10 |
4 |
صلاة الغنية |
(ثمّ يقرأ آية السجدة). |
114 |
145 |
10 |
4 |
صلاة الجائع |
رواية أبي عبدالله في جوع
فاطمة. |
115 |
148 |
10 |
4 |
صلاة الضالة |
سند الرواية وصدرها وفيه ذكر
عليّ وفاطمة(عليهما السلام). |
116 |
148 |
10 |
4 |
|
ما يفعل عند رؤية الهلال أسامي
الأئمّة في موضعين.
|
117 |
149 |
10 |
5 |
|
دعاء فيه اسم الله الأكبر في
قصة عبدالله بن سلام وفي الدعاء حذف وزيادة.
|
121 |
154 |
10 |
5 |
العطاس |
حديث خادم الحسن العسكري عن
الحجة(عليهما السلام). |
125 |
158 |
11 |
2 |
الاستشفاء بالقرآن |
حديث الصادق(عليه السلام) في
التوسل بحقّ فاطمة(عليها السلام). |
129 |
164 |
11 |
2 |
احتباس البول |
مكاتبة حمران إلى أبي الحسن
الهادي(عليه السلام) في نفيس الخادم. |
131 |
167 |
11 |
2 |
البرص والجذام |
حديث الصادق(عليه السلام) في
طين قبر الحسين(عليه السلام). |
133 |
170 |
11 |
2 |
الاستشفاء بالدعاء |
من مسموعات أبي البركات المشهدي
في طين قبر الحسين(عليه السلام) ومايليها من حديث الصادق فيه.
|
135 |
172 |
11 |
3 |
صلاة للحمى |
ما رواه الصفار
وفيه التوسل بفاطمة. |
142 |
182 |
11 |
5 |
الأحراز |
حرز أميرالمؤمنين
(عليه السلام). |
143 |
183 |
11 |
5 |
الأحراز |
آخر الأحراز وهو حرز النور،
وحذف ذكر فاطمة(عليها السلام)وتعليمها لسلمان. |
149 |
190 |
12 |
3 |
وصية النبي لعلي |
سندها وجميع ما يتعلق بفضل عليّ
وولده(عليهم السلام). |
14 |
17 |
1 |
5 |
فراشه |
ما روي عن حفصة وقالت عائشة. |
19 |
23 |
3 |
1 |
كيفية دخول الحمام |
قيل خرج رجل من الحمّام..الخ
قبل المنقول من كتاب طبّ الأئمّة. |
53 |
66 |
7 |
7 |
ماء السماء |
زيادة اسم عمر بن الخطاب بعد
كلمة أميرالمؤمنين. |
53 |
66 |
7 |
7 |
الماء البارد |
حديث صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة. |
53 |
66 |
7 |
8 |
اللحوم وما يتعلق
بها |
حديث الشمائل عن أبي عبيدة عامر
بن يتعلق بها الجرّاج. |
54 |
68 |
7 |
8 |
لحم الدجاج |
حديث صحيحي البخاري ومسلم عن
زهدم الجرمي. |
54 |
68 |
7 |
8 |
لحم الحبارى |
حديث الترمذي عن سفينة. |
55 |
69 |
7 |
8 |
الثريد |
حديثي الترمذي في فضل عائشة
وحديث أبي داود. |
71 |
7 |
9 |
9 |
التمر |
في آخر حديث فيه عن الحسين
زِيد: وفي صحيحي البخاري ومسلم من روايتي أبي بكر وعمر أن
رسول الله...الخ بدل الحسين بن عليّ عن أبيه قال إنّ رسول الله. |
56 |
71 |
7 |
10 |
الفواكه |
حديث أبي هريرة عن الشمائل. |
60 |
76 |
8 |
11 |
الثوم |
حديث صحيحي البخاري ومسلم. |
60 |
76 |
8 |
11 |
الباذنجان |
زيادة جملة (ولأبي بكر
بالصديقية) فيما نقل عن الفردوس، (وبين يدي نسخة منه لم أجد فيها
الزيادة). |
62 |
79 |
7 |
13 |
الملح |
زيادة بنت أبي بكر الصديق بعد
اسم عائشة في المنقول عن الفردوس. |
62 |
79 |
7 |
13 |
الخل |
حديث صحيحي البخاري ومسلم. |
63 |
79 |
7 |
13 |
الخل |
حديث الحكيم الترمذي في منافع
الخل |
63 |
79 |
7 |
13 |
الزيت |
حديث الصحيحين عن عمر بن
الخطاب، مع أ نّه في الأصل عن الصادق(عليه السلام). |
63 |
81 |
7 |
13 |
اللبن |
حديث أنس عن صحيح البخاري. |
65 |
82 |
8 |
1 |
التزويج |
إسناد الحديث 14 من الباب عن
ابن مسعود، ونقله عن صحيح البخاري. |
65 |
82 |
8 |
1 |
التزويج |
حديث سعيد بن جبير عن صحيح
البخاري. |
69 |
87 |
8 |
3 |
خطبة النكاح |
أسند خطبة النبيّ في زواج فاطمة
عن أنس مع روايتها في الأصل عن زين العابدين. |
95 |
120 |
10 |
2 |
أدعية مخصوصة
بأعقاب الفرائض |
زيادة أسطر في موضع دعاء هلقام
بأعقاب الفرائض المحذوف. |
100 |
127 |
10 |
2 |
دعاء الاضطجاع |
دعاء أبي بكر. |
102 |
130 |
10 |
2 |
فيما يختص بتعقيب
صلاة الفجر |
زيادة عدة أسطر بموضع تسبيح
صلاة الفجر فاطمة(عليها السلام). |
106 |
135 |
10 |
3 |
في التكبير |
رواية الأعمش عن
أبي هريرة ورواية الخدري. |
107 |
135 |
10 |
3 |
في الصلاة على
النبي
وآله (ص) |
زيادة أربعة أسطر بدل رواية أبي
بصير. النبيّ وآله(صلى الله عليه وآله وسلم) |
107 |
136 |
10 |
3 |
في الاستغفار
والبكاء |
زيادة أربعة أسطر ونصف في أوّل
العنوان عن ابن مسعود. |
|
143 |
10 |
4 |
صلاة المكروب |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
143 |
10 |
4 |
صلاة لدفع الفقر
وجلب الغنى |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
143 |
10 |
4 |
صلاة الانتصار
على الظالم |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
144 |
10 |
4 |
صلاة لمن أصابته
مصيبة |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
144 |
10 |
4 |
صلاة الرزق |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
144 |
10 |
4 |
صلاة الوالد لولده |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
145 |
10 |
4 |
صلاة الدين الاُولى |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
145 |
10 |
4 |
صلاة لاستجلاب
الرزق |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
146 |
10 |
4 |
صلاة الشدة |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
146 |
10 |
4 |
صلاة المظلوم والتي
تليها |
زيادة وحذف وتحريف. |
|
148 |
10 |
4 |
كلمات تقال عند
ختم القرآن |
زيادة |
هذه نماذج من موارد الحذف والزيادة، وإشارة إلى
بعض موارد التحريف الّتي وجدتها في الطبعات المصرية، وثمة موارد اُخرى
كثيرة لا يسعني الإشارة إلى جميعها لكثرتها، ويمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ كلّ ما وقع في الكتاب ذكر الصلاة على
النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بعد اسمه فصل الآل عنه.
2 ـ كلّ ما وقع ذكر الصلاة على النبيّ وآله في
دعاء فصل بينهما بكلمة (على)، وكثيراً ما يضاف إليهم صحبه.
3 ـ كلّ ما كان في الكتاب من تسليم على أحد
أئمّة أهل البيت أبدل بالترضية.
4 ـ كثيراً ما حذف اسم النبيّ(صلى الله عليه
وآله وسلم) أو أحد من الأئمّة من أوائل الأحاديث، واستبدل ببعض
الحكماء، وبعض العلماء، وبعض الصالحين.
5 ـ استبدل أسماء عليّ وفاطمة(عليهما السلام)
باسمي غيرهما.
6 ـ اهمال أسماء الرواة في أوائل الأحاديث
غالباً، وقد تستبدل بجملة عن بعض أو عن رجل.
7 ـ حذف ما دلّ على فضل أميرالمؤمنين(عليه
السلام) أو فاطمة أو الحسين(عليه السلام) أو تربة قبره.
8 ـ وقوع تحريف وزيادة وحذف في جملة الصلوات
والرقى والدعوات والأحراز، وقل أن تسلم صورة منها عن شيء من ذلك.
9 ـ دسّ أحاديث ليست من الكتاب اُسندت إلى مصادر
ـ للتضليل ـ لم ينقل عنها المؤلّف.
10 ـ دسّ بعض الفقرات بين أجزاء الحديث الواحد
مبالغة في الكيد والتضليل مع خلو كتاب المؤلّف عنها، بل وحتّى المصدر
الّذي نقل عنه.
ولم تخف هذه الحقيقة على الباحثين، إلاّ أنّ
بعضهم صرّح بذلك، وبعضهم غض النظر عن ذلك، وممّن صرّح بذلك الدكتور
ادوارد فانديك في كتابه (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع)(31) حيث قال:
«مكارم الأخلاق لرضي الدين أبي نصر بن أمين
الدين أبي عليّ فضل الله الطبرسي طبع في بولاق عام (1300 هـ) وهي قواعد
للسلوك في الحياة الدينية، مبنية على الحوادث التاريخية، فلذا فيها
فائدة ولذّة تاريخية، وكان الطبرسي هذا على مذهب الشيعة، ولمّا لم يخلو
الأصل الخطّي من تنديدات على أهل السنّة استحسن المصححون وقت الطبع في
بولاق أن ينقّحوه منها... الخ» ويحسن مراجعة اكتفاء القنوع مرة اُخرى
لإكمال العبارة.
وأود أن يثق القارئ انّي لم أعرض الجدول السابق
وما تلاه لغرض التحامل على أحد، أو رغبة في النيل من فئة، وإنّما قصدي
ـ والله من وراء القصد ـ رعاية حقّ العلم الّذي هو أولى أن يحرص ويغار
عليه، وتأسياً بمن سبقني من نقدة العلماء والكتّاب في أداء رسالتهم،
وإجابة لميثاق العلم الّذي أخذه الله عليهم أن يبينوه للناس ولا
يكتموه: (مَا كَـتَـبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ
اللّهِ)(32).
ولم يكن كتابنا هذا هو الوحيد بين المنشورات
المصرية الّتي تناولتها الأيدي الأثيمة بالدس والتحريف، فقد جاء في
هامش ص 163 من كتاب البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى
عليّ(عليه السلام) تأليف أحمد بن محمّد بن الصديق الغماري الحسني،
الطبعة الاُولى سنة 1389 هـ مطبعة السعادة بمصر، بتحقيق أحمد محمّد
مرسي النقشبندي ما يلي:
«ولمّا اُعيد طبع الكتاب الثاني ـ كتاب اقتضاء
الصراط المستقيم للغزالي ـ في مطبعة أنصار السنّة حرّفوا فيه بعض
العبارات، وجدوها صريحة في مخالفتهم وموافقة جماعة المسلمين، ومثل هذا
حصل في كتاب (أهوال القبور) للحافظ ابن رجب، فقد طبع بمكّة المكرمة
وحذف منه القائمون على طبعه جملة أيّد بها المؤلّف(رحمه الله) حديث عرض
أعمال الاُمّة على نبيّها(صلى الله عليه وآله وسلم).
ومثل هذا وذاك ما حصل في تفسير (البحر المحيط)
عند طبعه، فانّ مؤلّفه أبا حيان عرّض فيه لابن تيمية وذمّه وذمّ بدعته،
فحذف المشرف على تصحيحه بمطبعة السعادة ذلك الكلام من أصله، ولم يترك
له في التفسير أثراً يدلّ عليه، فماذا أعدّ الله لهؤلاء الخائنين
لأمانة العلم، الجانين على كتبه؟ إنّه سبحانه المنفرد بعلم ذلك،
والمجازي كلّ نفس بما كسبت هناك «كلّ امرىء بما كسب رهين».
وقد ذكر في مقدّمة احقاق الحقّ(33): انّ من
الكتب الّتي لعبت بها يد التحريف:
1 ـ الإمامة والسياسة لمحمّد بن قتيبة الدينوري.
2 ـ كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام.
3 ـ كتاب تفسير مفاتيح الغيب للإمام الرازي.
الطبعة الأخيرة بالتزام عبدالرحمن محمّد المصري.
وأضيف أنا إلى ما سبق:
كتاب تفسير روح المعاني للآلوسي، فقد ذكر محمّد
زاهد الكوثري في مقالاته طبع مصر أنّ ولد المؤلّف لعب به فليراجع.
وبالتالي (هَذَا كِتَابُـنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ
بِالحَقِّ)(34) قد عالج فيه مؤلّفه كثيراً من القضايا الإسلامية في
بساطة ووضوح، فقد استعرض في أوّله خَلق النبيّ(صلى الله عليه وآله
وسلم)وخُلقه انطلاقاً من قوله تعالى: (لَـقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(35) ليتخذ المسلمون منها نبراساً
يسيرون عليه في حياتهم أفراداً وجماعات.
وعالج في سائر أبوابه ما يتعلق بجسم الإنسان من
طهارة وزينة بكلّ ما فيهما من معنى صالح، ومن مآكل وملابس وما ينبغي
منها وما لا ينبغي بكلّ ما لهما من أثر إيجابي في صحّة البدن ونشاط
النفس.
كما استعرض الحياة الزوجية وشؤون البيت وما يمت
إليهما من آداب تكفل السعادة العائلية، وتضفي على أفرادها الإستقرار
والهناء، ولم يغفل جانب العشرة في السفر وما يلزم المسافر من حقوق
وآداب.
وبعد ذلك عالج روح الإنسان وأعراضها النفسية عن
طريق توثيق الصلة بالله تعالى، فإن في افضاء مشاكل الحياة وآلامها إلى
قوّة خفيّة يشعر المحزون بالحنين إليها عند الشدائد، ويرجو الخلاص
منها، ويطلب منها العون على حلّ ما استعصى عليه حلّه خير سند للإنسان
على مجابهة الأحداث، والوقوف في مهب العاصفة، مضافاً إلى ما في ذلك من
سموّ روحي يحسه الداعي، وتطهير للنفس من أدران ما علق بها زمناً طويلا.
وبالتالي ختم الكتاب بجملة وصايا نبويّة ونصائح
ذهبية، فيها دروس أخلاقية تجمع سعادة المرء في معاشه ومعاده، وصلاحه
لنفسه ومجتمعه، وفي ذلك كان مسك الختام.
والحمد لله أوّلا وآخراً وصلّى الله على محمّد
وآله الطيبين الطاهرين..
محمّد مهدي السيّد حسن
الموسوي الخرسان
|