في رثاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذكرى استشهاده 21 رمضان سنة 1427 هجرية

{ للشاعر ابراهيم محمد حسين الكعبي }

سلْ بالدموعِ ولا تسلْ بسواها

إنَّ الدموعَ مُجابةٌ دعواها

***

من ذا المُعَزّى والعبادُ أراها

تبكي وترفعُ للإلهِ بُكاها

***

نَسِيَتْ أكابرها بفقدِ المرتضى

واللهِ إنّ مُصابَه أنساها

***

يا معشرَ الناعينَ عزّوا أعيناً

في فقدهِ فَقَدَتْ لذيذَ كراها

***

مذ صاح جبريلٌ بفقدِ المرتضى

فتزلزلت أرض الورى وسماها

***

ذهب امرئٌ خطبُ النوائبِ لم يكنْ

بسواه مدفوعاً وكانَ وِقاها

***

أيهٍ عليٌ والكتابُ وذكرُه

بعظيمِ قدرِك في البريةِ تاها

***

وإذا بدَت سِورُ الكتابِ ولم تكنْ

في نصِّها فلأنتَ في فَحواها

***

قتلوك والحقَّ المبينَ فلنْ ترى

من بعدِ يومِك مؤمناً يتباهى

***

بل لا يزالُ مطأطياً متخشِّعاً

يبكي مبادئَ مات من يرعاها

***

حياك ربك ما الخلودُ بمعجزٍ

لو كنتَ تبقى في الحياةِ مداها

***

لبقيتَ تخطُرُ في المنابرِ صادِعاً

نهجاً يعيدْ إلى النفوسِ هُداها

***

ولكنتَ للدنيا سماءَ منافعٍ

تسقي مرابعَ جفَّ منكَ ثراها

***

يا مقلة الحق السليبةَ غالها

صرفُ الرّدى فتكورت وضياها

***

قد كان بعدك حين غِبْتَ ملاحمٌ

قدَّرتها وصَدَقتَ في ذكراها

***

هذا ابن ملجم عادَ والسّيفُ الذي

من نجعِ هامِك بلَّ شيبَ لحَاها

***

وكأنهم بدماك لم يُبْلَلْ لهم

حِقْدُ النفوسِ ولا اشتَفَتْ سُقَماها

***

عَطَفَتْ على أتباعِ نهجك بالرّدى

كي تشتفي عصَبٌ يعِزُّ شِفاها

***

وتقاطرت بالسمِّ حِقْداً بعدما

فَغَرَتْ عليكَ كما الأفاعي فاها

***

وتتبعتْ فينا منازِلَ قُدوةٍ

كانتْ لها رزقاً يُدِرُّ نَماها

***

وتقاسموا ما بينَهم أن يهدِموا

بيتَ النّبيِّ بأرضِ سامُرّاها

***

لِعليٍ الهادي وقبة سؤدَد

حَلَفَ الإله ليَغْلِيَنَّ عِداها

***

مَنْ كانَ يعلَم هَدْم قبّتهِ الّتي

كُلُّ النّجومِ تلألأت برؤاها

***

ألْقَتْ عليهِ يَدُ الحصانَةِ ظِلّها

فَغَدا لَنا هُزواً يَمُطُّ شِفاها

***

كم جِيفةٍ في (البرلمان) ذميمةٍ

ما مثّلت مِن أهلِها شُرَفاها

***

تعتاشُ مِنْ حرْبِ الشعوب كأنها الـ

ـعِقبانُ في الأرضِ الخرابِ تراها

***

لابدَّ ان تمضي ويمضي شرُّها

ما دامَ شعبي عارفاً مغزاها

***

أوَلمْ يجفَّ دمٌ لآلِ اميّةٍ

بقليبِ بدرٍ حين اُفلِجَ طه

***

حتّى تتبعَت الذّراريَ مِنه في

طولِ البلادِ وعرضِها بأذاها

***

يا مَنْ يمرُّ على منازلِ فتيةٍ

للوحيِ كانَ مهابِطاً مغناها

***

سلّمْ على خالي البيوتِ وقُلْ لها

صارَ السّلامُ ضريبةً لِبقاها

***

قد غابَ عهدُ السيفِ والأملُ الّذي

يُسْراهُ تحكي في الوغى يُمناها

***

فتبلَّغي بالصّبرِ عَنْ أنْ تبلغي

صَهَواتِ مجدٍ فاحَ قبلُ شذاها

***

ما المجدُ يا ابنَ العسكريّ لهاشمٍ

إن لم تقوِّمْ بالسيوفِ بِناها

***

ولأنتَ تعلَمُ أنّها الحربُ التي

حربٌ عليك تطلَّبت مبداها

***

هذي دماك تسيلُ من فوق الثّرى

عَجَباً وكانَ بكربلا مَجْراها

***

ما جَفَّ دَمْعُكَ من قديم مسيلها

حتّى تجارى مِن جديدِ دماها

***

عجباً لصبرِك والجبالُ تأوّهت

وإليك قدّمتِ الورى شكواها

***

ملأتْ فِعالُ الجاهلية أصدُراً

مِنّا بِنارٍ اُلهِبَتْ بلَضَاها

***

لِلآنَ والدُنيا تكذب وعدَنا

وتقولُ أوهامٌ لكمْ عِشناها

***

يا صدمةً لو يعلمونَ عظيمةً

لو أنْ ظهَرْتَ مكذّباً دعواها

***

وَضَعوا إذنْ ما يملكونَ أصابعاً

في ملئِ ما بِكَ حرّكوا أفواها

***

ورأوكَ والاملاكُ حولَكَ حاملاً

سيفَ الفقارِ ووَاعداً بفناها

***

أوْ تستقيمُ لشرعِ آلِ محمدٍ

الله أكبرُ أو تزيلُ بقاها

***

يا ابن الإمام العسكري أما ترى

هذه الكبودَ تصدعتْ بأساها

***

يا ابن النساء الطاهرات أما سمعـ

ـتَ الناشراتِ الشَّعرَ فيمَ بُكاها

***

يا ابنَ الحجورِ الزّاكياتِأنظرةٌ

منها القلوبُ تبلُّ حرَّ جواها

***

ما كان صبرُك باليسيرِ لتنجلي

عن ضوءِ فجرِكَ في ظلامِ دُجاها

***

مِنْ بعدِ أن نازعتَ نفسَكَ أن ترى

آلَ النبيِّ تذوقُ مُرَّ سِباها

***

وحُماتها ما بين مسلوبٍ على

رمضائِها ومزمّلٍ بثراها

***

بسيوفِ آل أميةٍ وشفاهُهُ

بقيت ثلاثً والدّما سُقياها

***

وعلى ترائِبِ جدِّك الطِّفلُ الّذي

قتلوه كي تُمحَوْنَ مِنْ دُنياها

***

الله ربّي لا أُمانعُ أمرَهُ

وهو الكفيلُ بثارِ أهلِ وِلاها

***

لكنَّ ثاركَ أنتَ معنيٌّ به

فانهض فآلك مُزِّقتْ أشلاها

***

واظهَرْ لآلِ أميّةٍ فلقدّ عَدَوْا

واقلبْ أسافِلَها وقُمْ أعلاها

***

يا ربِّ إنّي قد قصدتُ بهذهِ

غُرَفَ الجنانِ تطيبُ لي سُكناها

***

بجوارِ آلِ محمّدٍ وبصحبةِ الــ

أشرافِ مِن نَسلِ البتولِ نَماها

***

فاجعلْ بميزاني قصيدتيَ التي

أرجوكَ أن ألقى القبولَ لِقاها

***

وارحَمْ بها الكعبيِّ يومَ وفاتِهِ

وكُنِ الشّهيدَ عليهِ في مَغْزاها